أخبرنا الحسن
بن عليّ قال حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد قال حدّثني محمد بن عبد اللّه بن [2]
مالك قال حدّثني إسحاق الموصليّ:
أنّ أباه لعب
يوما مع الرشيد بالنّرد في الخلعة التي كانت على [3] الرشيد و الخلعة التي كانت
عليه هو، فتقامر [4] للرشيد، فلمّا قمره قام إبراهيم فنزع ثيابه، ثم قال للرشيد:
حكم النّرد الوفاء به، و قد قمرت و وفّيت لك، فالبس ما كان عليّ؛/ فقال له الرشيد:
ويلك! أنا ألبس ثيابك!؛ فقال: إي و اللّه إذا أنصفت، و إذا لم تنصف قدرت و أمكنك؛
قال: ويلك! أ و أفتدي منك؟ قال: نعم؛ قال: و ما الفداء؟ قال: قل أنت يا أمير
المؤمنين فإنك أولى بالقول؛ فقال: أعطيك كلّ ما عليّ؛ قال: فمر به يا أمير
المؤمنين و أنا أستخير اللّه في ذلك؛ فدعا بغير ما عليه فلبسه و نزع ما كان عليه
فدفعه إلى إبراهيم.
فطنة ابن
جامع و إبراهيم في صناعة الموسيقى:
أخبرني إسماعيل
بن يونس قال حدّثني عمر بن شبّة قال حدّثني عليّ بن عبد الكريم قال:
زار ابن جامع
إبراهيم [الموصليّ] [5]؛ فأخرج إليه ثلاثين جارية فضربن جميعا طريقة واحدة و
غنّين؛ فقال ابن جامع. في الأوتار وتر غير مستو؛ فقال إبراهيم: يا فلانة شدّي
مثناك، فشدّته فاستوى؛ فعجبت أوّلا من فطنة ابن جامع لوتر في مائة و عشرين وترا
غير مستو، ثم ازداد عجبى من فطنة إبراهيم له بعينه.
غناؤه عند
خمار بالرقة:
أخبرني إسماعيل
بن يونس و حبيب بن نصر [المهلّبيّ] [5] قالا حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثني إسحاق
بن إبراهيم قال حدّثني أبي قال:
كنّا مع الرشيد
بالرّقّة و كان هناك خمّار أقصده أشتري منه شرابا حسنا طيّبا، و ربما شربت في
حانته، فأتيته يوما فبزل [6] لي دنّا في باطية [7] له، فرأيت لونه حسنا صافيا،
فاندفعت أغنّي: