responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 150

يتّفق لي إلا اليوم، و أحببت ألّا يكون معي و معك أحد، ثم صاح بالخدّام [1]، فوافاه مائة وصيف، و إذا هم بالأرقة مستترون بالأساطين [2] حتى لا يراهم، فلما ناداهم جاءوا جميعا، فقال: مقطّعة لإبراهيم، و كان هو أوّل من قطع المصلّيات، فأتيت بمقعد فألقي لي تجاه وجهه بالقرب منه؛/ و دعا بعود فقال: بحياتي أطربني بما قدرت؛ قال:

ففعلت و اجتهدت في ذلك و نشطت و رجوت الجائزة في عشيّتي؛ فبينا أنا كذلك إذ جاءه مسرور الكبير، فقام مقامه الذي كان إذا قامه علم الرشيد أنه يريد أن يسارّه بشي‌ء، فأومأ إليه بالدنوّ، [فدنا] [3] فألقي في أذنه كلمة خفيفة [4] ثم تنحى، فاستشاط غضبا و احمرّت عيناه/ و انتفخت أوداجه، ثم قال: حتّام أصبر على آل بني أبي طالب! و اللّه لأقتلنّهم و لأقتلنّ شيعتهم و لأفعلنّ و لأفعلنّ!؛ فقلت: إنا للّه! ليس عند هذا أحد يخرج غضبه عليه، أحسبه و اللّه سيوقع بي، فاندفعت أغنّي:

صوت‌

نعم عونا على الهموم ثلاث‌

مترعات من بعدهنّ ثلاث‌

بعدها أربع تتمّة عشر

لا بطاء لكنّهنّ حثاث [5]

فإذا ناولتكهنّ جوار

عطرات بيض الوجوه خناث‌

تمّ فيها لك السرور و ما

طيّب عيشا إلا الخناث الإناث‌

قال: ويلك! اسقني ثلاثا لا أمت [6] همّا؛ فشرب ثلاثا متتابعة، ثم قال: غنّ فغنّيت، فلمّا قلت:

... ثلاث‌

مترعات من بعدهنّ ثلاث‌

قال: هات ويلك ثلاثا!، ثم قال لي: غنّ، فلمّا غنّيته قال: حثّ عليّ بأربع تتمة العشر، ففعل؛ فو اللّه ما استوفى آخرهنّ حتى سكر، فنهض ليدخل، ثم قال: قم يا موصليّ فانصرف، يا مسرور، أقسمت عليك بحياتي و بحقّي إلّا سبقته [7] إلى منزله/ بمائة ألف درهم، لا أستأمر فيها و لا في شي‌ء منها؛ فخرجت و اللّه و قد أمنت خوفي و أدركت ما أمّلت، و وافيت منزلي و قد سبقتني المائة الألف الدّرهم إليه.

أخذ عن ابن جامع في سكره صوتا غنى به الرشيد فطرب و قرّبه:

أخبرني عمّي قال حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد قال حدّثني يحيى بن الحسن [8] بن عبد الخالق قال حدّثني عبد اللّه بن العباس بن الفضل بن الرّبيع قال:


[1] عبارة ط، ء: «.... ثم صاح يا غلام ... إلخ».

[2] الأساطين: الأعمدة.

[3] زيادة عن ط، ء.

[4] في ب، س، ح: «خفية».

[5] حثاث: مسرعات.

[6] كذا في ط، ء، أ. و في سائر الأصول: «لا أموت».

[7] كذا في ط، ء. و في سائر الأصول: «إلا شيعته».

[8] كذا في ط، ء و الطبري (قسم 3 ص 322 طبع أوروبا). و في سائر الأصول: «الحسين»، و هو تحريف.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 150
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست