responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 101

و إن صبرتم هربوا و تركوكم؛ فقال سلمان [1] بن ربيعة: يا معشر المسلمين، ما عذركم عند اللّه غدا إن أصيب عتبة بن فرقد و أصحابه و لم يعنهم أحد منكم!؛ فركب معه ثلاثة آلاف رجل على البغال يجنبون [2] الخيل، فلحقوا عتبة و أصحابه، فقاتلوا معهم قتالا شديدا حتى هزم اللّه الروم. فقال الوليد بن عقبة:

أتاني من الفجّ [3] الذي كنت آمنا

بقيّة شذّاذ [4] من الخيل ظلّع [5]

عليها العبيد يضربون جنوبها

و نازل منّا كلّ خرق سميذع [6]

فإنّي زعيم أن تصيح نساؤهم‌

صياح دجاج القرية المتوزّع [7]

مدحه الحطيئة و كذبه الحليس النهديّ:

و قال الحطيئة يمدح الوليد بذلك، و كان قد وصله و كان الوليد جوادا:

أرى [8] لابن أروى خلّتين اصطفاهما

قتال إذا يلقى العدوّ و نائله‌

فتى يملأ الشّيزى [9] و يروى بكفّه‌

سنان الرّدينيّ الأصمّ و عامله [10]

يؤمّ العدوّ حيث كان بجحفل‌

يصمّ السميع حرسه و صواهله‌

إذا حان منه منزل الليل أوقدت‌

لأخراه في أعلى اليفاع [11] أوائله‌

نفيت [12] الجعاد [13] البيض عن حرّ دارهم‌

فلم يبق إلا حيّة أنت قاتله‌


[1] كذا في ط، ء: و هو سلمان بن ربيعة الباهلي. و في سائر الأصول: «سليمان»، و هو تحريف. (راجع الطبري قسم 1 ص 2805، و «المعارف» لابن قتيبة ص 221).

[2] جنب الدابة: قادها إلى جنبه.

[3] الفج: الطريق الواسع بين جبلين و هو أوسع من الشعب.

[4] الشذاذ: القلال و المتفرّقون.

[5] ظلع: جمع ظالع و هو الذي في مشيته غمز يشبه العرج.

[6] الخرق من الفتيان: الظريف في سماحة و نجدة. و السميذع: السيد الكريم الموطأ الأكناف.

[7] المتوزع: المتفرق.

[8] ورد هذا البيت في ديوانه المخطوط رواية أبي سعيد السكري المحفوظ بدار الكتب المصرية تحت رقم 3 أدب ش و ديوانه المطبوع بأوروبا المحفوظ بدار الكتب المصرية تحت رقم 1189 أدب هكذا: «أبي لابن أروى خلتان ...». و ورد فيهما عقب هذا البيت ما نصه: «أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس و هي أم عثمان بن عفان رحمه اللّه تعالى و أمها أم حكيم بنت عبد المطلب البيضاء توأمة عبد اللّه أبي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و كان يقال لها: الحصان لا تكلم و الصناع لا تعلم».

[9] الشيزى: خشب أسود تعمل منه القصاع، و يطلق على ما صنع من ذلك فيقال للجفان: شيزى. و قد ورد في ديوانه المخطوط و المطبوع ما نصه: «قال الأصمعيّ: كان يرى أنها من شيز لسوادها و إنما هي جوز قد اسودّت من الدسم».

[10] الردينيّ: الرمح نسبة إلى ردينة، و هي امرأة رجل اسمه سمهر كان يبيع الرماح بالخط (موضع) فإذا غاب باعت ردينة مكانه، و كانا يثقفان الرماح، فالردينية منسوبة إلى ردينة، و السمهرية منسوبة إلى سمهر. و عامل الرمح: صدره.

[11] اليفاع كسحاب: التل.

[12] رواية البيت في ديوانه المخطوط و المطبوع هكذا:

نفيت الجعاد الغر من عقر دارهم‌

[13] الجعاد: جمع جعد، يقال: رجل جعد القفا إذا كان لئيم الحسب، و يقال: الجعد: البخيل و الكريم أيضا فهو من أسماء الأضداد، و يريد بالجعاد البيض: الروم.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 5  صفحة : 101
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست