responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 96

خرجنا فلم نعهد و قلّت وصاتنا

ثمانية ما بعدها متعتّب [1]

سراحين فتيان كأن وجوههم‌

مصابيح أو لون من الماء مذهب [2]

/ نمرّ برهو الماء صفحا و قد طوت‌

ثمائلنا و الزّاد ظنّ مغيّب [3]

ثلاثا على الأقدام حتى سما بنا

على العوص شعشاع من القوم محرب [4]

فثاروا إلينا في السواد فهجهجوا

و صوّت فينا بالصبّاح المثوّب [5]

فشنّ عليهم هزّة السيف ثابت‌

و صمّم فيهم بالحسام المسيّب‌

و ظلت بفتيان معي أتّقيهم‌

بهنّ قليلا ساعة ثم جنّبوا [6]

و قد خرّ منهم راجلان و فارس‌

كميّ صرعناه و حوم مسلّب [7]

يشقّ إليه كلّ ربع و قلعة

ثمانية و القوم رجل و مقنب [8]

فلما رآنا قومنا قيل أفلحوا

فقلنا: اسألوا عن قائل لا يكذّب‌

و قال تأبط شرّا في ذلك:

أرى قدميّ وقعهما خفيف‌

كتحليل الظّليم حدا رئاله [9]

أرى بهما عذابا كلّ يوم‌

بخثعم أو بجيلة أو ثماله [10]

/ [11] ففرّق تأبّط شرّا أصحابه، و لم يزالوا يقاتلونهم حتى انهزمت خثعم، و ساق تأبط شرّا و أصحابه الإبل حتى قدم بها عليا مكة [11].

عود إلى سبب تسميته‌

: و قال غيره: إنما سمي تأبط شرّا ببيت قاله: و هو:

تأبط شرّا ثم راح أو اغتدى‌

يوائم غنما أو يشيف على ذحل [12]


[1] يريد لم نعهد إلى أحد بمن يخلفنا من قومنا، و قلت وصايانا، و كنا قلة، لا يعتب عاتب علينا إذا ظفر بنا، و كل هذا كناية عن الاستماتة.

[2] السراحين: جمع سرحان: و هو الذئب، و مذهب: في لون الذهب.

[3] رهوا: يسير سيرا هينا، و التماثل: جمع ثميلة، و هي الحب أو السويق أو التمر، يريد أننا خرجنا و لم نهتم بادخار الماء، و قد نفذ زادنا، و لا أمل لنا في زاد جديد، و هذا كله كناية عن المغامرة.

[4] الشعشاع: الطويل، و المحرب: المدرب على الحرب. يصف قائد الركب الذي هو فيه.

[5] الهجهجة: صياح الجيش عند القتال، و ثوب- بالتشديد-: رجع. أي ثاروا عليهم في الليل، و أعادوا الكرة عليهم في الصباح.

[6] بهن أي بالسيوف المفهومة من سياق البيت السابق، و جنبوا: انكشفوا و مالوا: يريد الأعداء.

[7] الكمي: الشجاع، و حوم: جمع، و في رواية «و قرم» بمعنى بطل، و مسلب: عليه سلب كثير أي مدجج بالسلاح.

[8] رجل: جمع راجل، و المقنب: الخيل يبلغ عددها أربعين. و ضمير إليه يعود إلى الحوم المسلب في البيت السابق، و ثمانية فاعل يشق، و يريد بالقوم الأعداء.

[9] التحليل: ضرب من المشي، و من المحلّل: ثالث الجياد في السباق، و الظليم: ذكر النعام، و الرأل: ولد النعامة، و جمعه رئال.

[10] خثعم: و بجيلة، و ثمالة: قبائل.

(11- 11) تكملة من هج، هد.

[12] يريد بالشر الذي تأبطه سلاحه و نحوه. الذحل: الثأر.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 96
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست