:/ و قال أيضا في هذه الرواية: كان تأبّط شرّا يشتار
عسلا في غار من بلاد هذيل، يأتيه كل عام، و أنّ هذيلا ذكرته، فرصدوه لإبّان ذلك،
حتى إذا جاء هو و أصحابه تدلّى، فدخل الغار، و قد أغاروا عليهم فأنفروهم، فسبقوهم
و وقفوا على الغار، فحركوا الحبل، فأطلع تأبّط شرا رأسه، فقالوا: أصعد، فقال: أ لا
أراكم، قالوا: بلى قد رأيتنا.
فقال: فعلام أصعد، أعلى
الطّلاقة أم الفداء؟ قالوا: لا شرط لك، قال: فأراكم قاتليّ و آكلي جناي، لا و
اللّه لا أفعل، قال: و كان قبل ذلك نقب في الغار نقبا أعدّه للهرب، فجعل يسيل
العسل من الغار و يهريقه، ثم عمد إلى الزّق فشده على صدره ثم لصق بالعسل فلم يبرح
ينزلق عليه حتى خرج سليما وفاتهم، و بين موضعه الذي وقع فيه و بين القوم مسيرة
ثلاث، فقال تأبط شرّا في ذلك: