responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 50

الغناء لعريب ثقيل أول بالوسطى.

رقعة منها في تركه‌

: قال ابن المعتزّ: و حدثني لؤلؤ صديق عليّ بن يحيى المنجّم: قال: حدثني أحمد بن جعفر بن حامد: قال:

لما توفّي عمّي محمد بن حامد صار جدّي إلى منزله، فنظر إلى تركته، و جعل يقلّب ما خلّف، و يخرج إليه منها الشي‌ء بعد الشي‌ء إلى أن أخرج إليه سفط مختوم، ففضّ الخاتم، و جعل يفتحه، فإذا فيه رقاع عريب إليه، فجعل يتصفّحها و يبتسم، فوقعت في يده رقعة، فقرأها، و وضعها من يده و قام لحاجة، فقرأتها فإذا فيها قوله:

صوت‌

ويلي عليك و منكا

أوقعت في الحق شكّا

زعمت أنّي خئون‌

جورا عليّ و إفكا

إن كان ما قلت حقا

أو كنت أزمعت تركا

فأبدل اللّه ما بي‌

من ذلّة الحبّ نسكا

/ لعريب في هذه الأبيات رمل و هزج، عن الهشاميّ و الشّعر لها.

تجيب على قبلة بطعنة

: قال ابن المعتز: و حدثني عبد الوهاب بن عيسى الخراسانيّ، عن يعقوب الرّخاميّ: قال:

كنّا مع العباس بن المأمون بالرّقة و على شرطته هاشم- رجل من أهل خراسان- فخرج إليّ، و قال: يا أبا يوسف، ألقي إليك سرّا لثقتي بك، و هو عندك أمانة، قلت: هاته، قال: كنت واقفا على رأس الأمين [1] و بي حرّ شديد، فخرجت عريب، فوقفت معي، و هي تنظر في كتاب [2] فما ملكت نفسي أن أومأت بقبلة، فقالت: كحاشية البرد. فو اللّه ما أدري ما أرادت، فقلت: قالت لك: طعنة.

قال: و كيف ذاك؟ قلت: أرادت قول الشاعر:

رمى ضرع ناب فاستمرّ بطعنة

كحاشية البرد اليماني المسهّم [3]

و حكى هذه القصة أحمد بن أبي طاهر، عن بشر بن زيد، عن عبد اللّه بن أيوب بن أبي شمر، أنهم كانوا عند المأمون و معهم محمد بن حامد، و عريب تغنّيهم، فغنّت تقول:

رمى ضرع ناب فاستمر بطعنة

كحاشية البرد اليماني المسهّم:

فقال لها المأمون: من أشار إليك بقبلة، فقلت له طعنة؟ فقالت له: يا سيدي، من يشير إليّ بقبلة من‌


[1] ف «الأمير».

[2] ف «و هو ينظر في كتاب».

[3] الناب: الناقة المسنة، و المراد أن الطعنة كانت نافذة فأحدثت بالضرع ما يشبه النقش المسهم في البرود اليمنية، و يعتبر قولها:

كحاشية البرد، من الكنايات الخفية، كأنها تقول لمن أومأ إليها بالقبلة: رميت بمثل هذه الطعنة.

يفهم من هذا أن قصة القبلة الأولى و ما لابسها من الطعنة المشار إليها في هذا البيت كانت قد شاعت و تدوولت حتى أوحى تكرار البيت أمام المأمون أن ثمة قبلة أخرى أومأ بها مومئ إلى عريب، فوقف الغناء و جعل يتحرى مصدر هذه القبلة.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 50
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست