responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 38

عن أيّ ثغر تبتسم‌

و بأيّ طرف تحتكم‌

صاح به أبو العنبس من خلفه:

في أيّ سلح ترتطم‌

و بأيّ كفّ تلتقم‌

أدخلت رأسك في الرّحم‌

و علمت أنك تنهزم‌

/ فغضب البحتريّ، و خرج، فضحك المتوكّل حتى أكثر، و أمر لأبي العنبس بعشرة آلاف درهم و اللّه أعلم.

و أخبرني بهذا الخبر محمد بن يحيى الصّوليّ، و حدثني عبد اللّه بن أحمد بن حمدون عن أبيه: قال: و حدثني يحيى بن علي عن أبيه:

إن البحتريّ أنشد المتوكّل- و أبو العنبس الصّيمريّ حاضر- قصيدته:

عن أيّ ثغر تبتسم‌

و بأيّ طرف تحتكم؟

[1] إلى آخرها، و كان إذا أنشد يختال، و يعجب بما يأتي به، فإذا فرغ من القصيدة ردّ البيت الأول، فلما رده بعد فراغه منها. و قال:

عن أيّ ثغر تبتسم‌

و بأيّ طرف تحتكم [1]

قال أبو العنبس و قد غمزه المتوكل أن يولع به:

في أي سلح ترتطم‌

و بأي كفّ تلتقم‌

أدخلت رأسك في الرّحم‌

و علمت أنّك تنهزم‌

فقال نصف البيت الثاني، فلما سمع البحتريّ قوله ولّى مغضبا، فجعل أبو العنبس يصيح به:

و علمت أنك تنهزم‌

فضحك المتوكل من ذلك حتى غلب، و أمر لأبي العنبس بالصّلة التي أعدّت للبحتري.

قال أحمد بن زياد [2]: فحدّثني أبيّ قال:

/ جاءني البحتريّ، فقال لي: يا أبا خالد أنت عشيرتي و ابن عمّي و صديقي، و قد رأيت ما جرى عليّ، أ فتأذن لي [3] أن أخرج إلى منبج بغير إذن، فقد ضاع العلم، و هلك الأدب؟ فقلت: لا تفعل من هذا شيئا، فإن الملوك تمزح بأعظم مما جرى، و مضيت معه إلى الفتح، فشكا إليه ذلك، فقال له نحوا من قولي، و وصله،/ و خلع عليه، فسكن إلى ذلك.

الصيمري يسترسل في سخريته به بعد موت المتوكل:

حدثني جحظة عن عليّ بن يحيى المنجّم: قال:

لمّا قتل المتوكّل قال أبو العنبس الصّيمريّ:


(1- 1) التكملة من هد، هج.

[2] مم، ف «أحمد بن يزيد».

[3] ف «أ فترى لي». و منبج: بلدة الشاعر شمالي سوريا.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست