responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 36

أبو تمام يشيد به‌

: حدثني عليّ بن سليمان الأخفش: قال: حدّثني أبو الغوث بن البحتريّ: قال:

حدثني أبي: قال: قال لي أبو تمام: بلغني أنّ بني حميد أعطوك مالا جليلا فيما مدحتهم به، فأنشدني شيئا منه، فأنشدته بعض ما قلته فيهم، فقال لي: كم أعطوك؟ فقلت: كذا و كذا، فقال: ظلموك، و اللّه ما و فوك حقّك، فلم استكثرت ما دفعوه إليك؟/ و اللّه لبيت منها خير مما أخذت، ثم أطرق قليلا، ثم قال: لعمري لقد استكثرت ذلك، و استكثر لك لمّا مات الناس و ذهب/ الكرام، و غاضت المكارم، فكسدت سوق الأدب، أنت و اللّه يا بنيّ أمير الشعراء غدا بعدي، فقمت فقبّلت رأسه و يديه و رجليه، و قلت له: و اللّه لهذا القول أسرّ إلى قلبي و أقوى لنفسي مما وصل إليّ من القوم.

أبو تمام ينعي نفسه‌

: حدثني محمد بن يحيى عن الحسن بن علي الكاتب: قال: قال لي البحتريّ: أنشدت أبا تمام يوما شيئا من شعري، فتمثّل ببيت أوس بن حجر:

إذا مقرم منا ذرا حدّ نابه‌

تخمّط فينا ناب آخر مقرم [1]

ثم قال لي: نعيت و اللّه إليّ نفسي، فقلت: أعيدك باللّه من هذا القول، فقال: إنّ عمري لن يطول، و قد نشأ في طي‌ء مثلك، أ ما علمت أنّ خالد بن صفوان رأى شبيب بن شيبة، و هو من رهطة يتكلم، فقال: يا بنيّ، لقد نعى إليّ نفسي إحسانك في كلامك،، لأنّا أهل بيت ما نشأ فينا خطيب قطّ إلّا مات من قبله، فقلت له: بل يبقيك اللّه، و يجعلني فداءك. قال: و مات أبو تمام بعد سنة.

يشمخ بأنفه فيغري به المتوكل الصيمري‌

: حدثني أحمد بن جعفر جحظة: قال: حدثني أبو العنبس الصّميريّ قال:

كنت عند المتوكل و البحتريّ ينشده:

عن أيّ ثغر تبتسم‌

و بأيّ طرف تحتكم؟

حتى بلغ إلى قوله:

قل للخليفة جعفر ال

متوكّل بن المعتصم‌

/ المبتدي للمجتدي [2]

و المنعم بن المنتقم‌

أسلم لدين محمد

فإذا سلمت فقد سلم‌

قال: و كان البحتريّ من أبغض الناس إنشادا، يتشادق و يتزاور [3] في مشيه مرة جانبا، و مرّة القهقري، و يهزّ


[1] المقرم: السيد المقدم، تشبيها بالمقرم من الإبل، و هو المكرم الذي لا يحمل عليه و لا يذلل، و ذرا حد نابه: انكسر، و التخمط:

الأخذ و القهر بغلبة، و البيت في معنى قول الآخر:

إذا مات منا سيد قام صاحبه‌

[2] ب، مم «المجتدي للمتجدي»، و ما أثبتناه من ف. و هو أبلغ في المدح، لأن المراد أن يعطي قبل السؤال.

[3] يتزاور: ينحرف.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 36
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست