: هو الوليد بن عبيد اللّه [1] بن يحيى بن عبيد بن
شملال بن جابر بن سلمة بن مسهر بن الحارث بن خيثم [2] ابن أبي حارثة بن جدي بن
تدول بن بحتر بن عتود بن عثمة [3] بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن جلهمة و
هو طيّىء بن أدد بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
شاعريته و ندرة هجائه
: و يكنى أبا عبادة، شاعر فاضل فصيح حسن المذهب، نقيّ
الكلام، مطبوع، كان مشايخنا رحمة اللّه عليهم يختمون به الشعراء، و له تصرّف حسن
فاضل نقيّ في ضروب الشعر، سوى الهجاء، فإن بضاعته فيه نزرة، و جيّده منه قليل. و
كان ابنه أبو الغوث يزعم أن السبب في قلة بضاعته في هذا الفن أنه لمّا حضره الموت
دعا به، و قال له:
اجمع كلّ شيء قلته في
الهجاء. ففعل، فأمره بإحراقه، ثم قال له: يا بني، هذا شيء قلته في وقت، فشفيت به
غيظي، و كافأت به قبيحا فعل بي، و قد انقضى أربي في ذلك، و إن بقي روي، و للناس
أعقاب يورثونهم العداء و المودة، و أخشى أن يعود عليك من هذا شيء [4] في نفسك أو
معاشك لا فائدة لك و لي فيه، قال: فعلمت أنه قد نصحني و أشفق عليّ، فأحرقته.
أخبرني بذلك عليّ بن
سليمان الأخفش عن أبي الغوث.
و هذا- كما قال أبو الغوث-
لا فائدة لك و لا لي فيه، لأن الذي وجدناه و بقي في أيدي الناس من هجائه أكثره
ساقط، مثل قوله في ابن شير زاد: