ل: و كان عمر عارض خالدا و
هو يصف لهشام طاعة أهل اليمن و حسن موالاتهم و نصيحتهم، فصفّق عمرو بن يزيد إحدى
يديه على الأخرى، حتى سمع له في الإيوان دويّ، ثم قال: كذب و اللّه يا أمير
المؤمنين، ما أطاعت اليمانية، و لا نصحت، أ ليس [3] هم أعداؤك و أصحاب يزيد بن
المهلب و ابن الأشعث؟ و اللّه ما ينعق ناعق إلا أسرعوا الوثبة إليه، فاحذرهم يا
أمير المؤمنين [4] قال: فتبين ذلك في وجه هشام [4] و وثب رجل من بني أمية، فقال
لعمرو بن يزيد: وصل اللّه رحمك و أحسن جزاءك، فلقد شددت من أنفس قومك، و انتهزت
الفرصة في وقتها، و لكن أحسب هذا الرجل سيلي العراق، و هو منكر حسود، و ليس [5]
يخار لك إن ولى، فلم يرتدع عمر بقوله، و ظن أنه لا يقدم عليه، فلما ولى لم تكن له
همة غيره، حتى قتله، قال:
جرير يشفع له
: ثم إن مالكا وجّه الفرزدق إلى خالد، فلما قدم به عليه
وجده قد حج، و استخلف أخاه أسد بن عبد اللّه على العراق، فحبسه أسد، و وافق عنده
جريرا، فوثب يشفع له، و قال: إن رأى الأمير أن يهبه لي، فقال أسد: أتشفع له يا
جرير؟ فقال: إن ذلك أذلّ له- أصلحك اللّه- و كلم أسدا ابنه المنذر، فخلّى سبيله،
فقال الفرزدق في ذلك:
[3]
اسم ليس هنا ضمير الشان، و جملة «هم أعداؤك» خبر ليس.
(4-
4) فتبين ذلك، أي أثر ذلك الكلام، و
التكملة من هد.
[5]
و ليس يخار لك: ليس يختار لك ما
يرضيك، و الجملة يراد بها التحذير.
[6]
البيت من الطويل دخله الخرم، أبو
الأشبال: يراد به أسد بن المنذر، الجار و المجرور «كفضل» خبر لا، و أصل التركيب: لا فضل كفضل أبي الأشبال
إلا فضل أم على ابنها.
[7]
الطوال- بضم الطاء- الطويل، و العشق:
الطويل أيضا، فهو من باب التكرار للتأكيد.
[8]
يريد بالحدائد القيود، و يلاحظ أن
جريرا لم ينس النيل من الفرزدق في بيتيه حتى في مقام الشفاعة له.