responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 228

أما الملوك فإنا لا نلين لهم‌

حتى يلين لضرس الماضغ الحجر

/ ثم قام، فخرجنا، قلت: أ هكذا أوصيتك [1]؟ قال: اسكت، لا أمّ لك فما كنت قطّ أملأ لقلبه مني الساعة.

يفحم المنذر بن الجارود

: أخبرني عبد اللّه: قال حدثني محمد بن حبيب، عن موسى بن طلحة قال:

كان الفرزدق في حلقة في المسجد الجامع، و فيها المنذر بن الجارود العبديّ، فقال المنذر: من الذي يقول:

وجدنا في كتاب بني تميم‌

أحقّ الخيل بالركض المعار [2]

فقال الفرزدق: يا أبا الحكم هو الذي يقول:

أشارب قهوة و خدين زير

و عبديّ لفسوته بخار [3]

وجدنا الخيل في أبناء بكر

و أفضل خيلهم خشب وقار [4]

قال: فخجل المنذر، حتى ما قدر على الكلام.

خليفة أموي بفضله و يصله‌

: أخبرني عبد اللّه بن مالك: قال: حدثني محمد بن موسى قال: حدثنا الأصمعيّ قال:

دخل الفرزدق على بعض خلفاء بني مروان ففاخره قوم من الشعراء فأنشأ يقول:

ما حملت ناقة من معشر رجلا

مثلى إذا الريح لفّتني على الكور [5]

أعزّ قوما و أوفى عند مكرمة

لمعظم من دماء القوم مهجور [6]

/ فقال له: إيه، فقال:

إلّا قريشا فإنّ اللّه فضّلها

على البريّة بالإسلام و الخير [7]

تلقى وجوه بني مروان تحسبها

عند اللقاء مشوفات الدّنانير [8]

ففضّله عليهم، و وصله.

عيسى بن حصيلة يعينه على الفرار من زياد

: قال ابن حبيب: و كان الفرزدق يهاجي الأشهب بن رميلة النهشليّ و بني فقيم، فأرفث [9] بهم، فاستعدوا عليه‌


[1] ينكر لبطة على أبيه فخره بالمضرية، مع أنه أوصاه بمدح اليمانية.

[2] يريد أن التميميين يحافظون على خيولهم، و لا يبقون على خيول غيرهم إذا استعاروها.

[3] الزير: أحد أوتار العود، و يريد بالمصراع الأول أنه رجل خمر و لهو و طرب، أما المصراع الثاني فقد اختلفت الأصول فيه اختلافا كبيرا، و الذي أثبتناه هو ما رجحناه. ففي بعض الأصول‌

«لنسوته يخار»

بدل‌

«لفسوته بخار»

و في بعضها «و صراء» بدل «و عبدي».

[4] يكنى بالخشب و القار عن السفن، كأنه يعيرهم بالملاحة.

[5] الكور: الرحل.

[6] يريد بقوله:

«من دماء القوم مهجور»

أنه لا يطالب بترة، كما يقول المتنبي «و كل دم أراقته جبار»، و في هد «مبهور» و في هج «مشهور».

[7] الخير- بكسر الخاء- الكرم و الشرف.

[8] مشوفات الدنانير: الدنانير المجلوة اللامعة.

[9] أرفث: أفحش.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 228
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست