: و قال أبو عمرو في خبره خاصة: أقبل أبو خراش و أخوه
عروة و صهيب القرديّ في بضعة عشر رجلا من بني قرد يطلبون الصيد فبينا هم بالمجمعة
من نخلة لم يرعهم إلا قوم قريب من عدتهم فظنهم القرديّون قوما من بني ذؤيبة أحد
بني سعد بن بكر بن هوازن أو من بني حبيب أحد بني نصر، فعدا الهذليّون إليهم
يطلبونهم و طمعوا فيهم حتى خالطوهم و أسروهم جميعا، و إذا هم قوم من بني ليث بن
بكر، فيهم ابنا شعوب أسرهما صهيب القردي، فهمّ بقتلهما، و عرفهم أبو خراش
فاستنقذهم جميعا من أصحابه و أطلقهم، فقال أبو خراش في ذلك يمنّ على ابني شعوب أحد
بني شجع بن عامر بن ليث فعله بهما:
و راحت عليه عشية باردة
تجعله يغذ السير طلبا للنجاة.
[1]
هذا البيت كسابقة في وصف مهتلك، أي
تكاد الرياح الباردة تمزق ثوبه، فتنبذه يداه لما خلق منه، و في «ديوان الهذليين» «من الجود» بدل من «القر» كأنه جعل البيت وصفا
للمرثي، و السياق يؤيد ما أثبتناه.
[2]
اللوذعي: الخفيف الذكي، أو الحديد
الفؤاد و النفس، أو اللسن الفصيح، الحلاحل: السيد في قومه، أو الكريم الجواد، يعجب
من أهل داره كيف لم تتصدع أكبادهم بعد فراقهم إياه.
لوردت دمك الضباع العطاش، كناية عن قتل زهير لجميل
لو لم يكن موثقا، و الجزع- بفتح الجيم و كسرها-: منعطف الوادي و وسطه.
[4]
تلة: صرعة، الظهر: إصابة الظهر،
القرن: القرين في الشجاعة و ما إليها، و المعنى أن جميلا أسوأ الناس إصابة، لأنه
أهلك سيدا شجاعا موثقا لا يستطيع الدفاع عن نفسه، و لكن القرن ينشغل دائما بإصابة
ظهر قرنه، ليتخلص منه، و في س
«لكن قرن المرء للظهر شاغل»
و لم نجد لها معنى، و
المثبت من ف.
[5]
اسم ليس ضمير الشأن، و لعله يعني
بإحاطة السلاسل بالرقاب، فتح خالد لتلك النواحي.
[6]
لعله يعني بهذا البيت دخول القوم في
الإسلام، و أن الجميع دانوا بالحق، و انثنوا عن اللهو و الباطل، فلم يبق مكان
للعواذل.