: أخبرني هاشم بن محمد الخزاعيّ و محمد بن الحسين
الكنديّ خطيب المسجد الجامع بالقادسية قالا: حدثنا الرياشيّ قال: حدثنا الأصمعيّ
قال: حدثني رجل من هذيل قال:
دخل أبو خراش الهذليّ مكّة
و للوليد بن المغيرة المخزوميّ فرسان يريد أن يرسلهما في الحلبة، فقال للوليد:
ما تجعل لي إن سبقتهما؟
قال: إن فعلت، فهما لك، فأرسلا، وعدا بينهما فسبقهما فأخذهما.
قال الأصمعيّ: إذا فاتك
الهذليّ أن يكون شاعرا أو ساعيا أو راميا فلا خير فيه.
و أخبرني بما أذكره من
مجموع أخبار أبي خراش عليّ بن سليمان الأخفش، عن أبي سعيد السكريّ، و أخبرني بما
أذكره من مجموع أشعارهم و أخبارهم فذكره أبو سعيد، عن محمد بن حبيب، عن ابن
الأعرابي، عن أبي حاتم، عن أبي عبيدة، و عن ابن حبيب عن أبي عمرو.
يمدح دبية حيا و يرثيه
ميتا
: و أخبرني ببعضه محمد بن العباس اليزيديّ قال: حدّثنا
الرياشيّ، عن الأصمعيّ،/ و قد ذكرت ما رواه في أشعار هذيل و أخبارها كل واحد منهم
عن أصحابه في مواضعه، قال السكريّ: فيما رواه عن ابن حبيب عن أبي عمرو قال:
نزل أبو خراش الهذلي على
دبيّة السّلميّ- و كان صاحب العزّى التي في غطفان و كان يسدنها، و هي التي هدمها
خالد بن الوليد لما بعثه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إليها فهدمها و كسرها
و قتل دبيّة السّلميّ- قال: فلما نزل عليه أبو خراش أحسن ضيافته. و رأى في رجله
نعلين قد أخلقتا، فأعطاه نعلين من حذاء السّبت [4] فقال أبو خراش يمدحه:
[1]
صارى: جبل قبلي المدينة: و أولى
القوم: أولى سراياه، يعني أنه نجا، و لم يصدق بالنجاة.
[2]
آضت: رجعت، يعني لو لا سرعة جريه
لرجعت حليلته- و هي أيم- تتخير خطيبا لها لها بعد موته، و في بعض الأصول «آظت»، و في بعضها «قاظت»، و في «المختار»: «أمست».
[3]
خليفة مفعول لتسخط و ترضى، و خراش هو
ابنه، و البيت كله: كناية عن هلاكه.
[6]
صلوى: تثنية صلا، و الصلا: الظهر،
يريد أنه أعطاه نعلا من جلد ظهر فتيّ من الثيران، و قوله: مقابلتين، يعني نعلين
إحداهما تقابل الأخرى، ما أجمل وصلهما.
[7]
الرجيل: الراجل، أو المشاء، أي يمثل
هاتين النعلين بلهو المرء، و يقضي ما هم به من المآرب إذا كان راجلا أو كثير
المشي.