responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 138

تقول ابنتي لما رأتني عشيّة:

سلمت و ما إن كدت بالأمس تسلم‌

فقلت و قد جاوزت صارى عشية:

أ جاوزت أولى القوم أم أنا أحلم [1]

فلو لا دراك الشدّ آضت حليلتي‌

تخيّر في خطّابها و هي أيّم [2]

فتسخط أو ترضى مكاني خليفة

و كاد خراش عند ذلك ييتم [3]

يسابق الخيل فيسبقها

: أخبرني هاشم بن محمد الخزاعيّ و محمد بن الحسين الكنديّ خطيب المسجد الجامع بالقادسية قالا: حدثنا الرياشيّ قال: حدثنا الأصمعيّ قال: حدثني رجل من هذيل قال:

دخل أبو خراش الهذليّ مكّة و للوليد بن المغيرة المخزوميّ فرسان يريد أن يرسلهما في الحلبة، فقال للوليد:

ما تجعل لي إن سبقتهما؟ قال: إن فعلت، فهما لك، فأرسلا، وعدا بينهما فسبقهما فأخذهما.

قال الأصمعيّ: إذا فاتك الهذليّ أن يكون شاعرا أو ساعيا أو راميا فلا خير فيه.

و أخبرني بما أذكره من مجموع أخبار أبي خراش عليّ بن سليمان الأخفش، عن أبي سعيد السكريّ، و أخبرني بما أذكره من مجموع أشعارهم و أخبارهم فذكره أبو سعيد، عن محمد بن حبيب، عن ابن الأعرابي، عن أبي حاتم، عن أبي عبيدة، و عن ابن حبيب عن أبي عمرو.

يمدح دبية حيا و يرثيه ميتا

: و أخبرني ببعضه محمد بن العباس اليزيديّ قال: حدّثنا الرياشيّ، عن الأصمعيّ،/ و قد ذكرت ما رواه في أشعار هذيل و أخبارها كل واحد منهم عن أصحابه في مواضعه، قال السكريّ: فيما رواه عن ابن حبيب عن أبي عمرو قال:

نزل أبو خراش الهذلي على دبيّة السّلميّ- و كان صاحب العزّى التي في غطفان و كان يسدنها، و هي التي هدمها خالد بن الوليد لما بعثه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إليها فهدمها و كسرها و قتل دبيّة السّلميّ- قال: فلما نزل عليه أبو خراش أحسن ضيافته. و رأى في رجله نعلين قد أخلقتا، فأعطاه نعلين من حذاء السّبت [4] فقال أبو خراش يمدحه:

حذاني بعد ما خذمت نعالي‌

دبيّة إنّه نعم الخليل [5]

مقابلتين من صلوي مشبّ‌

من الثيران وصلهما جميل [6]

بمثلهما يروح المرء لهوا

و يقضي الهمّ ذو الأرب الرّجيل [7]


[1] صارى: جبل قبلي المدينة: و أولى القوم: أولى سراياه، يعني أنه نجا، و لم يصدق بالنجاة.

[2] آضت: رجعت، يعني لو لا سرعة جريه لرجعت حليلته- و هي أيم- تتخير خطيبا لها لها بعد موته، و في بعض الأصول «آظت»، و في بعضها «قاظت»، و في «المختار»: «أمست».

[3] خليفة مفعول لتسخط و ترضى، و خراش هو ابنه، و البيت كله: كناية عن هلاكه.

[4] السبت: الجلد المدبوغ.

[5] خذم الحذاء- كسمع-: انقطع.

[6] صلوى: تثنية صلا، و الصلا: الظهر، يريد أنه أعطاه نعلا من جلد ظهر فتيّ من الثيران، و قوله: مقابلتين، يعني نعلين إحداهما تقابل الأخرى، ما أجمل وصلهما.

[7] الرجيل: الراجل، أو المشاء، أي يمثل هاتين النعلين بلهو المرء، و يقضي ما هم به من المآرب إذا كان راجلا أو كثير المشي.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 138
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست