responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 119

فأشلوا [1] عليه كلبا لهم يقال له حبيش و لم يضعوا له شيئا، و مرّ و هو هارب بقرية يقال لها دحيس برجلين من بني سلامان بن مفرج فأرادهما ثم خشي الطلب فقال:

قتيلى فجار أنتما إن قتلتما

بجوف دحيس أو تبالة يا اسمعا [2]

يريد: يا هذان اسمعا، و قال فيما كان يطالب به بني سلامان:

فإلّا تزرني حتفتي أو تلاقني‌

أمشّ بدهر أو عذاف فنوّرا [3]

/ أمشي بأطراف الحماط و تارة

تنفّض رجلي بسبطا فعصنصرا [4]

و أبغى بني صعب بن مرّ بلادهم‌

و سوف ألاقيهم إن اللّه يسّرا [5]

و يوما بذات الرّأس أو بطن منجل‌

هنالك تلقى القاصي المتغوّرا [6]

يقتلونه بعد أن يسملوا عينه‌

: قال: ثم قعد له بعد ذلك أسيد بن جابر السلاماني و خازم الفهميّ بالناصف من أبيدة و مع أسيد ابن أخيه، فمر عليهم الشنفري، فأبصر السواد بالليل فرماه، و كان لا يرى سوادا إلا رماه كائنا ما كان، فشك [7] ذراع ابن أخي أسيد إلى عضده، فلم يتكلم، فقال الشنفري: إن كنت شيئا فقد أصبتك و إن لم تكن شيئا فقد أمنتك، و كان خازم باطحا: يعني منبطحا بالطريق يرصده، فنادى أسيد: يا خازم أصلت، يعني اسلل سيفك. فقال الشنفري: لكلّ أصلت [8]، فأصلت الشنفري. فقطع إصبعين من أصابع خازم الخنصر و البنصر، و ضبطه [9] خازم حتى لحقه أسيد و ابن أخيه نجدة، فأخذ أسيد سلاح الشنفري و قد صرع الشنفري خازما و ابن أخي أسيد، فضبطاه و هما تحته، و أخذ أسيد برجل ابن أخيه، فقال أسيد: رجل من هذه؟ فقال الشنفري: رجلي، فقال ابن أخي أسيد: بل هي رجلي يا عم فأسروا الشّنفري، و أدّوه إلى أهلهم، و قالوا له: أنشدنا،/ فقال: إنما النشيد على المسرّة، فذهبت مثلا، ثم ضربوا يده فتعرضت، أي اضطربت فقال الشّنفري في ذلك:

لا تبعدي إما ذهبت شامه‌

فربّ واد نفرت حمامه [10]


[1] أشلوا عليه كلبا: أغروه به، من أشلى الدابة: أراها المخلاة لتأتيه، و قوله: و لم يضعوا له شيئا، لعله يريد أنهم لم يضعوا للكلب طعاما مبالغة في الإغراء.

[2] دحيس، و تبالة: مكانان، و خبر أنتما ناقص، فلعله في أبيات تالية.

[3] حتفتي: موتتي، تلاقني: معطوف على تزرني، أمش: جواب الشرط، من مشى المضعف، و دهر، و عذاف و نور: أماكن، يريد أنه إن مد في أجله فسيزور هذه الأماكن ليغزو بني صعب.

[4] الحباط: جمع حبطة، و هي بقية الماء في الحوض. و بسبط، و عصنصر: مكانان.

[5] بلادهم: بدل من بني صعب، أي أطلب بلاد بني صعب و يحتمل أن تكون بلادهم مفعولا ثانيا لأبغى، فهو متعد لاثنين، و منه قوله تعالى: يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ و المعنى لا يتغير.

[6] ذات الرأس و منجل: مكانان، القاصي: البعيد، المتغور: الموغل في الأرض، أو الموغل في الغارة، و يعني بالقاصي المتغور نفسه.

[7] في ف «فشل» بدل «فشك».

[8] قوله «لكل أصلت» أي، إنك لا تقول كلمة «أصلت» لصاحبك فقط، بل تقولها لكل منّا، يريد أنك نبهتني إلى الاستعداد.

[9] ضبطه: سيطر عليه و منعه الحركة.

[10] يريد بالشامة شامة سوداء كانت في يده، كما سيأتي بعد، يخاطب يده، و يحدث عنها قائلا: كم نفرت من حمام الأودية، كناية عن الصيد.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 21  صفحة : 119
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست