: قال: ثم قعد له بعد ذلك أسيد بن جابر السلاماني و
خازمالفهميّ بالناصف من أبيدة و مع أسيد ابن أخيه، فمر عليهم الشنفري، فأبصر
السواد بالليل فرماه، و كان لا يرى سوادا إلا رماه كائنا ما كان، فشك [7] ذراع ابن
أخي أسيد إلى عضده، فلم يتكلم، فقال الشنفري: إن كنت شيئا فقد أصبتك و إن لم تكن
شيئا فقد أمنتك، و كان خازم باطحا: يعني منبطحا بالطريق يرصده، فنادى أسيد: يا
خازم أصلت، يعني اسلل سيفك. فقال الشنفري: لكلّ أصلت [8]، فأصلت الشنفري. فقطع
إصبعين من أصابع خازم الخنصر و البنصر، و ضبطه [9]خازم حتى لحقه أسيد و ابن أخيه
نجدة، فأخذ أسيد سلاح الشنفري و قد صرع الشنفري خازما و ابن أخي أسيد، فضبطاه و
هما تحته، و أخذ أسيد برجل ابن أخيه، فقال أسيد: رجل من هذه؟ فقال الشنفري: رجلي،
فقال ابن أخي أسيد: بل هي رجلي يا عم فأسروا الشّنفري، و أدّوه إلى أهلهم، و قالوا
له: أنشدنا،/ فقال: إنما النشيد على المسرّة، فذهبت مثلا، ثم ضربوا يده فتعرضت، أي
اضطربت فقال الشّنفري في ذلك:
[1]
أشلوا عليه كلبا: أغروه به، من أشلى
الدابة: أراها المخلاة لتأتيه، و قوله: و لم يضعوا له شيئا، لعله يريد أنهم لم
يضعوا للكلب طعاما مبالغة في الإغراء.
[2]
دحيس، و تبالة: مكانان، و خبر أنتما
ناقص، فلعله في أبيات تالية.
[3]
حتفتي: موتتي، تلاقني: معطوف على
تزرني، أمش: جواب الشرط، من مشى المضعف، و دهر، و عذاف و نور: أماكن، يريد أنه إن
مد في أجله فسيزور هذه الأماكن ليغزو بني صعب.
[4]
الحباط: جمع حبطة، و هي بقية الماء في
الحوض. و بسبط، و عصنصر: مكانان.
[5]
بلادهم: بدل من بني صعب، أي أطلب بلاد
بني صعب و يحتمل أن تكون بلادهم مفعولا ثانيا لأبغى، فهو متعد لاثنين، و منه قوله
تعالى:يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ
و المعنى لا يتغير.
[6]
ذات الرأس و منجل: مكانان، القاصي:
البعيد، المتغور: الموغل في الأرض، أو الموغل في الغارة، و يعني بالقاصي المتغور
نفسه.