أخبرني أحمد بن عبد
العزيز، قال: حدّثنا عمر بن شبّة، قال:
لمّا ولي مصعب بن الزبير
العراق أقرّ عبد العزيز بن عبد اللّه بن عامر على سجستان و أمدّه بخيل، فقال ابن
قيس الرّقيّات:
ليت شعري أ أوّل
الهرج هذا
أم زمان من فتنة غير هرج؟
إن يعش مصعب فنحن
بخير
قد أتانا من عيشنا ما نرجّي
أعطي النّصر و المهابة في
الأعداء حتى أتوه من كل فجّ حيث لم تأت قبله خيل ذي الأكتاف يوجفن بين قفّ و مرج
ملك يطعم الطّعام و
يسقى
لبن البخت في عساس الخلنج
قال الزبير: حدّثني عمّي
مصعب: أن عبيد اللّه بن قيس كان عند عبد الملك، فأقبل غلمان له معهم عساس خلنج
فيها لبن البخت، فقال عبد الملك: يا بن قيس، أين هذا من عساس مصعب التي تقول فيها:
ملك يطعم الطعام و
يسقي
لبن البخت في عساس الخلنج؟
فقال: لا أين يا أمير
المؤمنين، لو طرحت عساسك هذه في عسّ من عساس مصعب لوسعها و تغلغلت في جوفه، فضحك
عبد الملك ثم قال: قاتلك اللّه يا بن قيس، فإنك تأبى إلا كرما و وفاء.
قصة يونس الكاتب و
الوليد بن يزيد
حدّثني عمّي، قال: حدّثني
أحمد بن الطيب، قال: قال لي أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن داود:
خرج يونس الكاتب من
المدينة يريد الشام بتجارة، فبلغ الوليد بن يزيد مكانه فأتته رسله و هو في الخان،
و ذلك في خلافة هشام، و الوليد يومئذ أمير، فقالوا له: أجب الأمير، قال: فذهبت
معهم، فأدخلوني عليه و لا أدري من هو إلا أنه حسن الوجه نبيل، فسلمت عليه، فأمرني
بالجلوس فجلست، و دعا بالشراب و الجواري، فكنّا يومنا و ليلتنا في أمر عجيب، و
غنيته فأعجبه غنائي، و كان ممّا أعجبه:
ليت شعري أ أوّل
الهرج هذا
أم زمان من فتنة غير هرج؟
فلم يزل يستعيده إلى
الصبح، ثم اصطبح عليه ثلاثة أيام، فقلت: أيها الأمير، أنا رجل تاجر قدمت هذا البلد
في تجارة لي، و قد ضاعت، فقال: تخرج غدا غدوة و قد ربحت أكثر من تجارتك. و تمّم
شربه، فلما أردت الانصراف لحقني غلام من غلمانه بثلاثة آلاف دينار، فأخذتها و
مضيت، فلما أفضت الخلافة إليه أتيته، فلم أزل مقيما عنده حتى قتل.
قال أحمد بن الطيب- و ذكر
مصعب الزّبيريّ- أنّ يونس قال:
كنت أشرب مع أصحاب لي
فأردت أن أبول، فقمت و جلست أبول على كثيب رمل، فخطر ببالي قول ابن قيس: