responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 91

ابن قيس الرقيات يمدح مصعبا

أخبرني أحمد بن عبد العزيز، قال: حدّثنا عمر بن شبّة، قال:

لمّا ولي مصعب بن الزبير العراق أقرّ عبد العزيز بن عبد اللّه بن عامر على سجستان و أمدّه بخيل، فقال ابن قيس الرّقيّات:

ليت شعري أ أوّل الهرج هذا

أم زمان من فتنة غير هرج؟

إن يعش مصعب فنحن بخير

قد أتانا من عيشنا ما نرجّي‌

أعطي النّصر و المهابة في الأعداء حتى أتوه من كل فجّ حيث لم تأت قبله خيل ذي الأكتاف يوجفن بين قفّ و مرج‌

ملك يطعم الطّعام و يسقى‌

لبن البخت في عساس الخلنج‌

قال الزبير: حدّثني عمّي مصعب: أن عبيد اللّه بن قيس كان عند عبد الملك، فأقبل غلمان له معهم عساس خلنج فيها لبن البخت، فقال عبد الملك: يا بن قيس، أين هذا من عساس مصعب التي تقول فيها:

ملك يطعم الطعام و يسقي‌

لبن البخت في عساس الخلنج؟

فقال: لا أين يا أمير المؤمنين، لو طرحت عساسك هذه في عسّ من عساس مصعب لوسعها و تغلغلت في جوفه، فضحك عبد الملك ثم قال: قاتلك اللّه يا بن قيس، فإنك تأبى إلا كرما و وفاء.

قصة يونس الكاتب و الوليد بن يزيد

حدّثني عمّي، قال: حدّثني أحمد بن الطيب، قال: قال لي أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن داود:

خرج يونس الكاتب من المدينة يريد الشام بتجارة، فبلغ الوليد بن يزيد مكانه فأتته رسله و هو في الخان، و ذلك في خلافة هشام، و الوليد يومئذ أمير، فقالوا له: أجب الأمير، قال: فذهبت معهم، فأدخلوني عليه و لا أدري من هو إلا أنه حسن الوجه نبيل، فسلمت عليه، فأمرني بالجلوس فجلست، و دعا بالشراب و الجواري، فكنّا يومنا و ليلتنا في أمر عجيب، و غنيته فأعجبه غنائي، و كان ممّا أعجبه:

ليت شعري أ أوّل الهرج هذا

أم زمان من فتنة غير هرج؟

فلم يزل يستعيده إلى الصبح، ثم اصطبح عليه ثلاثة أيام، فقلت: أيها الأمير، أنا رجل تاجر قدمت هذا البلد في تجارة لي، و قد ضاعت، فقال: تخرج غدا غدوة و قد ربحت أكثر من تجارتك. و تمّم شربه، فلما أردت الانصراف لحقني غلام من غلمانه بثلاثة آلاف دينار، فأخذتها و مضيت، فلما أفضت الخلافة إليه أتيته، فلم أزل مقيما عنده حتى قتل.

قال أحمد بن الطيب- و ذكر مصعب الزّبيريّ- أنّ يونس قال:

كنت أشرب مع أصحاب لي فأردت أن أبول، فقمت و جلست أبول على كثيب رمل، فخطر ببالي قول ابن قيس:

ليت شعري أ أوّل الهرج هذا

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 91
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست