responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 89

و ما قلتها رهبة إنما

يحلّ العقاب على المذنب‌

إذا شئت دافعت مستقتلا [1]

أزاحم كالجمل الأجرب‌

فمن يك منّا يبت آمنا

و من يك من غيرنا يهرب‌

غنّاه معبد من رواية إسحاق ثاني ثقيل بالسبابة في مجرى الوسطى.

ابن قيس يرثي مصعبا

و قال ابن قيس يرثي مصعبا:

لقد أورث المصرين خزيا و ذلّة

قتيل بدير الجاثليق مقيم‌

فما قاتلت في اللّه بكر بن وائل‌

و لا صبرت عند اللّقاء تميم‌

و لكنه رام القيام و لم يكن‌

لها مضريّ يوم ذاك كريم‌

مصعب يسأل عن قتل الحسين‌

قال الزبير: و كان مصعب لمّا قدم الكوفة يسأل عن الحسين بن عليّ عليهما السّلام و عن قتله، فجعل عروة بن المغيرة يحدّثه عن ذلك، فقال متمثّلا بقول سليمان بن قتّة:

فإنّ الألى بالطّفّ من آل هاشم‌

تأسّوا فسنّوا للكرام التّأسّيا

/ قال عروة: فعلمت أن مصعبا لا يفرّ أبدا.

الحجاج يتأسى بموقف مصعب‌

قال الزبير: و قال أبو الحكم بن خلاد بن قرّة السّدوسيّ: حدثني أبي، قال:

لما كان يوم السّبخة حين عسكر الحجاج بإزاء شبيب الشاريّ قال له الناس: لو تنحّيت أيها الأمير عن هذه السّبخة؟ فقال لهم: ما تنحّوني- و اللّه- إليه أنتن، و هل ترك مصعب لكريم مفرّا؟ ثم تمثّل قول الكلحبة:

إذا المرء لم يغش المكاره أوشكت‌

حبال الهوينى بالفتى أن تقطّعا

خطبة عبد اللّه بن الزبير بعد مقتل مصعب‌

قال الزبير: و حدّثني المدائنيّ، عن عوانة و الشّرقيّ بن القطاميّ، عن أبي جناب، قال: حدّثني شيخ من أهل مكة، قال:

لما أتى عبد اللّه بن الزبير قتل مصعب أضرب عن ذكره أياما حتى تحدثت به إماء مكة في الطريق، ثم صعد المنبر فجلس عليه مليّا لا يتكلم، فنظرت إليه و الكآبة على وجهه، و جبينه يرشح عرقا، فقلت لآخر إلى جنبي: ما له لا يتكلم؟ أ تراه يهاب المنطق؟ فو اللّه إنه لخطيب، فما تراه يهاب؟ قال: أراه يريد أن يذكر قتل مصعب سيّد العرب فهو يفظع لذكره، و غير ملوم [2] فقال: الحمد للّه الّذي له الخلق و الأمر و مالك الدنيا و الآخرة، يعزّ من يشاء و يذلّ‌


[1] ف، المختار «نازلت مستقبلا».

[2] ب «و هو بفظيع ما تذكره غير ملوم».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 89
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست