غنّاه معبد من رواية إسحاق
ثاني ثقيل بالسبابة في مجرى الوسطى.
ابن قيس يرثي مصعبا
و قال ابن قيس يرثي مصعبا:
لقد أورث المصرين
خزيا و ذلّة
قتيل بدير الجاثليق مقيم
فما قاتلت في اللّه
بكر بن وائل
و لا صبرت عند اللّقاء تميم
و لكنه رام القيام و
لم يكن
لها مضريّ يوم ذاك كريم
مصعب يسأل عن قتل
الحسين
قال الزبير: و كان مصعب
لمّا قدم الكوفة يسأل عن الحسين بن عليّ عليهما السّلام و عن قتله، فجعل عروة بن
المغيرة يحدّثه عن ذلك، فقال متمثّلا بقول سليمان بن قتّة:
فإنّ الألى بالطّفّ
من آل هاشم
تأسّوا فسنّوا للكرام التّأسّيا
/ قال عروة: فعلمت أن مصعبا لا يفرّ أبدا.
الحجاج يتأسى بموقف
مصعب
قال الزبير: و قال أبو
الحكم بن خلاد بن قرّة السّدوسيّ: حدثني أبي، قال:
لما كان يوم السّبخة حين
عسكر الحجاج بإزاء شبيب الشاريّ قال له الناس: لو تنحّيت أيها الأمير عن هذه
السّبخة؟ فقال لهم: ما تنحّوني- و اللّه- إليه أنتن، و هل ترك مصعب لكريم مفرّا؟
ثم تمثّل قول الكلحبة:
إذا المرء لم يغش
المكاره أوشكت
حبال الهوينى بالفتى أن تقطّعا
خطبة عبد اللّه بن
الزبير بعد مقتل مصعب
قال الزبير: و حدّثني
المدائنيّ، عن عوانة و الشّرقيّ بن القطاميّ، عن أبي جناب، قال: حدّثني شيخ من أهل
مكة، قال:
لما أتى عبد اللّه بن
الزبير قتل مصعب أضرب عن ذكره أياما حتى تحدثت به إماء مكة في الطريق، ثم صعد
المنبر فجلس عليه مليّا لا يتكلم، فنظرت إليه و الكآبة على وجهه، و جبينه يرشح
عرقا، فقلت لآخر إلى جنبي: ما له لا يتكلم؟ أ تراه يهاب المنطق؟ فو اللّه إنه
لخطيب، فما تراه يهاب؟ قال: أراه يريد أن يذكر قتل مصعب سيّد العرب فهو يفظع
لذكره، و غير ملوم [2] فقال: الحمد للّه الّذي له الخلق و الأمر و مالك الدنيا و
الآخرة، يعزّ من يشاء و يذلّ