responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 87

قال الزبير: و يروى هذا الشعر للبعيث اليشكريّ، و مسلم الّذي عناه هو مسلم بن عمرو الباهلي.

مقتل مسلم بن عمرو الباهلي‌

حدثنا محمد بن العباس اليزيديّ، قال: حدثنا سليمان بن أبي شيخ، قال: حدثنا محمد بن الحكم، عن عوانة، قال:

كان مسلم بن عمرو الباهليّ على ميسرة إبراهيم بن الأشتر، فطعن و سقط فارتثّ [1]، فلما قتل مصعب أرسل إلى خالد بن يزيد بن معاوية أن يطلب له الأمان من عبد الملك، فأرسل إليه: ما تصنع بالأمان و أنت بالموت؟ قال:

ليسلم لي مالي و يأمن ولدي. قال: فحمل على سرير فأدخل على عبد الملك بن مروان، فقال عبد الملك لأهل الشام: هذا أكفر الناس لمعروف، ويحك أ كفرت معروف يزيد بن معاوية عندك؟ فقال له خالد: تؤمّنه يا أمير المؤمنين، فأمّنه، ثم حمل فلم يبرح الصّحن حتى مات، فقال الشاعر:

نحن قتلنا ابن الحواريّ مصعبا

أخا أسد و المذحجيّ اليمانيا

/ حدثنا محمد بن العباس، قال: حدثنا أحمد بن الحارث الخراز، عن المدائنيّ، قال:

قال رجل لعبيد اللّه بن زياد بن ظبيان: بما ذا تحتجّ عند اللّه عز و جل من قتلك لمصعب؟ قال: إن تركت أحتجّ رجوت أن أكون أخطب من صعصعة بن صوحان.

مصعب و سكينة بنت الحسين‌

و قال مصعب الزبيريّ في خبره: قال الماجشون:

فلما كان يوم قتل مصعب دخل إلى سكينة بنت الحسين عليهما السّلام فنزع عنه ثيابه، و لبس غلالة [2] و توشح بثوب، و أخذ سيفه، فعلمت سكينة أنه لا يريد أن يرجع فصاحت من خلفه: وا حزناه [3] عليك يا مصعب، فالتفت إليها و قد كانت تخفى ما في قلبها منه، أو كلّ هذا لي في قلبك! فقالت: إي و اللّه، و ما كنت أخفي أكثر، فقال:

لو كنت أعلم أن هذا كله لي عندك لكانت لي و لك حال، ثم خرج و لم يرجع.

قال مصعب: و حدثني مصعب بن عثمان: أن مصعب بن الزبير لما قدمت عليه سكينة أعطى أخاها عليّ بن الحسين عليهم السّلام- و هو كان حملها إليه- أربعين ألف دينار.

قال مصعب: و حدثني معاوية بن بكر الباهليّ قال:

قالت سكينة: دخلت على مصعب و أنا أحسن من النار الموقدة. قال: و كانت قد ولدت منه بنتا، فقال لها:

سميها زبراء، فقالت: بل أسميها باسم بعض أمهاتي، فسمتها الرّباب.

قال: فحدثني محمد بن سلام، عن شعيب بن صخر، عن أمه سعدة بنت عبد اللّه بن سالم، قالت:

لقيت سكينة بنت الحسين بين مكة و منّى فقالت: قفي يا بنت عبد اللّه، ثم كشفت عن ابنتها فإذا هي قد أثقلتها


[1] ارتث: حمل من المعركة جريحا و فيه رمق.

[2] الغلالة: شعار يلبس تحت الثوب و تحت الدرع أيضا.

[3] ف «وا حرباه عليك يا مصعب».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 87
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست