responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 86

محمد بن مروان أصحابه بالحرب، و قال: حرّكوهم قليلا، فتهايج الناس، و وجه مصعب عتّاب [1] بن ورقاء الرّياحيّ يعجّز إبراهيم، فقال له: قد قلت له: لا تمدّني بأحد من أهل العراق فلم يقبل، و اقتتلوا، و أرسل/ إبراهيم بن الأشتر إلى أصحابه- بحضرة الرسول ليرى خلاف أهل العراق عليه في رأيه- ألا تنصرفوا عن الحرب حتى ينصرف أهل الشام عنكم، فقالوا: و لم لا ننصرف؟ فانصرفوا و انهزم الناس حتى أتوا مصعبا. و صبر إبراهيم بن الأشتر فقاتل حتى قتل، فلما أصبحوا أمر محمد بن مروان رجلا فقال: انطلق إلى عسكر مصعب فانظر كيف تراهم بعد قتل ابن الأشتر، قال: لا أعرف موضع عسكرهم، فقال له إبراهيم بن عديّ الكنانيّ: انطلق فإذا رأيت النخل فاجعله منك موضع سيفك، فمضى الرجل حتى أتى عسكر مصعب، ثم رجع إلى محمد فقال: رأيتهم منكسرين. و أصبح معصب فدنا منه، و دنا محمد بن مروان حتى التقوا، فترك قوم من أصحاب مصعب مصعبا و أتوا محمد بن مروان، فدنا إلى مصعب ثم ناداه: فداك أبي و أمي، إن القوم خاذلوك و لك الأمان، فأبى قبول ذلك، فدعا محمد بن مروان ابنه عيسى بن مصعب، فقال له أبوه: انظر ما يريد محمد، فدنا منه فقال له: إني لكم ناصح؛ إن القوم خاذلوكم و لك و لأبيك الأمان، و ناشده. فرجع إلى أبيه فأخبره، فقال: إني أظن القوم سيفون، فإن أحببت أن تأتيهم فأتهم، فقال: و اللّه لا تتحدث نساء قريش أني خذلتك و رغبت بنفسي عنك، قال: فتقدم حتى أحتسبك، فتقدم و تقدم ناس معه فقتل و قتلوا، و ترك أهل العراق مصعبا حتى بقي في سبعة. و جاء رجل من أهل الشام ليحتز رأس عيسى، فشد عليه مصعب فقتله، ثم شد على الناس فانفرجوا، ثم رجع فقعد على مرفقة ديباج، ثم جعل يقوم عنها و يحمل على أهل الشام فيفرجون عنه، ثم يرجع فيقعد على المرفقة، حتى فعل ذلك مرارا، و أتاه عبيد اللّه بن زياد بن ظبيان فدعاه إلى المبارزة، فقال له: اعزب يا كلب، و شد عليه مصعب فضربه على البيضة فهشمها و جرحه، فرجع عبيد اللّه فعصّب رأسه، و جاء ابن أبي فروة كاتب مصعب فقال له: جعلت فداك، قد تركك القوم و عندي خيل مضمّرة فاركبها و انج بنفسك، فدفع في صدره و قال: ليس أخوك بالعبد.

مقتل مصعب‌

و رجع ابن ظبيان إلى مصعب، فحمل عليه، و زرق [2]/ زائدة بن قدامة مصعبا و نادى:/ يا لثارات المختار! فصرعه، و قال عبيد اللّه لغلام له [3]: احتزّ رأسه، فنزل فاحتز رأسه، فحمله إلى عبد الملك، فيقال: إنه لما وضعه بين يديه سجد. قال ابن ظبيان: فهمت و اللّه أن أقتله فأكون أفتك العرب، قتلت ملكين من قريش في يوم واحد، ثم وجدت نفس تنازعني إلى الحياة فأمسكت.

قال: و قال يزيد بن الرّقاع العامليّ أخو عديّ بن الرقاع و كان شاعر أهل الشام:

نحن قتلنا ابن الحواريّ مصعبا

أخا أسد و المذحجيّ اليمانيا

يعني ابن الأشتر، قال:

و مرّت عقاب الموت منا بمسلم‌

فأهوت له ظفرا [4] فأصبح ثاويا


[1] ف «و وجه مصعب إبراهيم بن عتاب بن ورقة».

[2] زرقه: رماه بالمزراق. و في ف «و زرق ابن زائدة بن قدامة مصعبا».

[3] مم «لغلام له ديلمي».

[4] ب، مد:

«فأهوت له طير»

. و في الطبري 7: 187 ط الحسينية:

«فأهوت له نابا»

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 86
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست