responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 76

يا من إذا درس الإنجيل كان له‌

قلب التّقيّ عن القرآن منصرفا

إنّي رأيتك في نومي تعانقني‌

كما تعانق لام الكاتب الألفا

رده أبو دلف فغضب عليه و انصرف عنه‌

أخبرني محمد بن القاسم الأنباريّ، قال: حدّثني الحسن بن عبد الرحمن/ الرّبعيّ [1]، قال:

كان بكر بن النّطّاح يأتي أبا دلف في كل سنة، فيقول له: إلى جنب أرضي أرض تباع و ليس يحضرني ثمنها، فيأمر له بخمسة آلاف درهم و يعطيه ألفا لنفقته [2]، فجاءه في بعض السنين فقال له مثل ذلك، فقال له أبو دلف:

ما تفنى هذه الأرضون الّتي إليها جانب ضيعتك [3]! فغضب و انصرف عنه، و قال:

يا نفس لا تجزعي من التّلف‌

فإن في اللّه أعظم الخلف‌

إن تقنعي باليسير تغتبطي‌

و يغنك اللّه عن أبي دلف‌

رده قرّة بن محرز فغضب عليه و انصرف عنه كذلك‌

قال: و كان بكر بن النّطّاح يأتي قرّة بن محرز الحنفيّ بكرمان فيعطيه عشرة آلاف درهم، و يجري عليه في كل شهر يقيم عنده ألف درهم، فاجتاز به قرّة يوما و هو ملازم في السّوق و غرماؤه يطالبونه بدين، فقال له: ويحك! أ ما يكفيك ما أعطيك حتى تستدين و تلازم في السّوق! فغضب عليه و انصرف عنه و أنشأ يقول:

ألا يا قرّ لا تك سامريّا [4]

فتترك من يزورك في جهاد

أتعجب أن رأيت عليّ دينا

و قد أودى الطّريف مع التّلاد

ملأت يدي من الدّنيا مرارا

فما طمع العواذل في اقتصادي‌

و لا وجبت عليّ زكاة مال‌

و هل تجب الزّكاة على جواد!

مدح أبا دلف ببيتين فأعطاه جائزة

أخبرني محمد بن مزيد بن أبي الأزهر، قال: حدّثنا حمّاد بن إسحاق، عن أبيه، قال:

كنت يوما عند عليّ بن هشام، و عنده جماعة فيهم عمارة بن عقيل، فحدّثته أنّ بكر بن النطّاح دخل إلى أبي دلف و أنا عنده، فقال لي أبو دلف: يا أبا محمد أنشدني مديحا فاخرا تستطرفه، فبدر إليه بكر و قال: أنا أنشدك أيها الأمير بيتين قلتهما فيك في طريقي هذا إليك و أحكّمك، فقال: هات، فإن شهد لك أبو محمد رضينا، فأنشده:

إذا كان الشّتاء فأنت شمس‌

و إن حضر المصيف [5] فأنت ظلّ‌

و ما تدري إذا أعطيت مالا

أ تكثر في سماحك أم تقل‌


[1] ف، ب «الحسن بن عبد اللّه بن الربعيّ».

[2] ف، مي «لنفقتها».

[3] مي، مد «أرضك».

[4] سامري، منسوب إلى السامريّ، من قوم موسى الّذي جعل من الذهب عجلا يعبد.

[5] فوات الوفيات 1: 79:

« إن كان المصيف ...»

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 76
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست