أخبرني محمد بن القاسم
الأنباريّ، قال: حدّثني الحسن بن عبد الرحمن/ الرّبعيّ [1]، قال:
كان بكر بن النّطّاح يأتي
أبا دلف في كل سنة، فيقول له: إلى جنب أرضي أرض تباع و ليس يحضرني ثمنها، فيأمر له
بخمسة آلاف درهم و يعطيه ألفا لنفقته [2]، فجاءه في بعض السنين فقال له مثل ذلك،
فقال له أبو دلف:
ما تفنى هذه الأرضون الّتي
إليها جانب ضيعتك [3]! فغضب و انصرف عنه، و قال:
يا نفس لا تجزعي من
التّلف
فإن في اللّه أعظم الخلف
إن تقنعي باليسير
تغتبطي
و يغنك اللّه عن أبي دلف
رده قرّة بن محرز فغضب
عليه و انصرف عنه كذلك
قال: و كان بكر بن
النّطّاح يأتي قرّة بن محرز الحنفيّ بكرمان فيعطيه عشرة آلاف درهم، و يجري عليه في
كل شهر يقيم عنده ألف درهم، فاجتاز به قرّة يوما و هو ملازم في السّوق و غرماؤه
يطالبونه بدين، فقال له: ويحك! أ ما يكفيك ما أعطيك حتى تستدين و تلازم في السّوق!
فغضب عليه و انصرف عنه و أنشأ يقول:
أخبرني محمد بن مزيد بن
أبي الأزهر، قال: حدّثنا حمّاد بن إسحاق، عن أبيه، قال:
كنت يوما عند عليّ بن
هشام، و عنده جماعة فيهم عمارة بن عقيل، فحدّثته أنّ بكر بن النطّاح دخل إلى أبي
دلف و أنا عنده، فقال لي أبو دلف: يا أبا محمد أنشدني مديحا فاخرا تستطرفه، فبدر
إليه بكر و قال: أنا أنشدك أيها الأمير بيتين قلتهما فيك في طريقي هذا إليك و
أحكّمك، فقال: هات، فإن شهد لك أبو محمد رضينا، فأنشده: