responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 75

المأمون يعجب بشعره و ينقد سلوكه‌

أخبرني الحسن بن عليّ، قال: حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه، عن عليّ بن الصّباح- و أظنه مرسلا و أن بينه و بينه ابن أبي سعد أو غيره، لأنه لم يسمع من عليّ بن الصبّاح- قال: حدّثني أبو الحسين الراوية، قال لي المأمون:

أنشدني أشجع بيت و أعفّه و أكرمه من شعر المحدثين، فأنشدته:

و من يفتقر منّا يعش بحسامه‌

و من يفتقر من سائر النّاس يسأل‌

و إنّا لنلهو بالسّيوف كما لهت‌

عروس بعقد أو سخاب [1] قرنفل‌

/ فقال: ويحك! من يقول هذا؟ فقلت: بكر بن النطّاح، فقال: أحسن و اللّه، و لكنه قد كذب في قوله، فما باله يسأل أبا دلف و يمتدحه و ينتجعه! هلّا أكل خبزه بسيفه كما قال!.

مدح أبا دلف فأعطاه جائزة

أخبرني الحسن بن عليّ، قال: حدّثنا ابن مهرويه، قال: حدّثني أبو الحسن الكسكريّ [2]، قال:

بلغني أن أبا دلف لحق أكرادا قطعوا الطّريق في عمله، و قد أردف منهم فارس رفيقا له خلفه، فطعنهما جميعا فأنفذهما، فتحدّث الناس بأنه نظم [3] بطعنة واحدة فارسين على فرس، فلما قدم من وجهه دخل إليه بكر بن النّطّاح فأنشده:

صوت‌

قالوا: و ينظم فارسين بطعنة

يوم اللّقاء و لا يراه جليلا

لا تعجبوا فلو أنّ طول قناته‌

ميل إذا نظم الفوارس ميلا [4]

قال: فأمر له أبو دلف بعشرة آلاف درهم، فقال بكر فيه:

له راحة لو أنّ معشار جودها

على البرّ كان البرّ أندى من البحر

و لو أنّ خلق اللّه في جسم فارس‌

و بارزه كان الخليّ من العمر

أبا دلف بوركت في كل بلدة

كما بوركت في شهرها ليلة القدر

عشق غلاما نصرانيا و قال فيه شعرا

أخبرني أحمد بن عبيد اللّه بن عمّار، و عيسى بن الحسين، قالا: حدّثنا يعقوب بن إسرائيل، قال: حدّثني أبو زائدة، قال:

/ كان بكر بن النّطّاح الحنفيّ يتعشّق غلاما نصرانيّا و يجنّ به، و فيه يقول:


[1] سخاب قرنفل: عقد قرنفل.

[2] ف «العسكري». و في مد «الكسكوبي». و الكسكري نسبة إلى كسكر: كورة واسعة بالقرب من البصرة.

[3] ف «أنه أنفذ بطعنة واحدة».

[4] في فوات الوفيات 1: 79:

«لا تعجبن لو كان مد قناته‌

... ميلا ...»

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست