responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 74

قصته مع الرشيد و يزيد بن مزيد

أخبرني الحسن بن عليّ، قال: حدّثني محمد بن موسى، قال: حدّثني الحسن بن إسماعيل، عن ابن الحفصيّ، قال: قال يزيد بن مزيد:

وجّه إليّ الرشيد في وقت يرتاب فيه البري‌ء، فلمّا مثلت بين يديه قال: يا يزيد، من الّذي يقول:

و من يفتقر منّا يعش بحسامه‌

و من يفتقر من سائر النّاس يسأل‌

فقلت له: و الّذي شرّفك و أكرمك بالخلافة ما أعرفه، قال: فمن الّذي يقول:

و إن يك جدّ القوم فهر بن مالك‌

فجدّي لجيم قرم بكر بن وائل‌

قلت: لا و الّذي أكرمك و شرّفك يا أمير المؤمنين ما أعرفه، قال: و الّذي كرّمني و شرّفني إنك لتعرفه، أ تظن يا يزيد أني إذا أوطأتك بساطي و شرّفتك بصنيعتي أني أحتملك على هذا؟ أو تظن أني لا أراعي أمورك و أتقصّاها، و تحسب أنه يخفى عليّ شي‌ء منها؟ و اللّه إن عيوني لعليك في خلواتك و مشاهدك، هذا جلف من أجلاف ربيعة عدا طوره و ألحق قريشا بربيعة فأتني به. فانصرفت و سألت عن قائل الشعر، فقيل لي: هو بكر بن النطاح، و كان أحد أصحابي، فدعوته و أعلمته ما كان من الرشيد، فأمرت له بألفي درهم، و أسقطت اسمه من الديوان، و أمرته ألا يظهر ما دام الرّشيد حيّا، فما ظهر حتى مات الرشيد، فلما مات ظهر، فألحقت اسمه و زدت في عطائه [1].

شعره في جارية تدعى رامشنة

أخبرني محمد بن خلف وكيع، قال: حدّثني محمد بن حمزة العلويّ، قال: حدّثني أبو غسّان دماذ، قال:

حضرت بكر بن النّطّاح الحنفيّ في منزل بعض الحنفيّين، و كانت للحنفيّ جارية يقال لها رامشنة، فقال فيها بكر بن النطاح:

حيّتك بالرّامشن رامشنة

أحسن من رامشنة الآس‌

جارية لم يقتسم بضعها

و لم تبت [2] في بيت نخّاس‌

أفسدت إنسانا على أهله‌

يا مفسد النّاس على النّاس‌

/ و قال فيها:

أكذّب طرفي عنك و الطّرف صادق‌

و أسمع أذني منك ما ليس تسمع‌

و لم أسكن الأرض التي تسكنينها

لكي لا يقولوا صابر ليس يجزع‌

فلا كبدي تبلى و لا لك رحمة

و لا عنك إقصار و لا فيك مطمع‌

لقيت أمورا فيك لم ألق مثلها

و أعظم منها منك ما أتوقّع‌

فلا تسأليني في هواك زيادة

فأيسره يجزي و أدناه يقنع‌


[1] مي، مد، ف «و زدت في إنزاله».

[2] ف، مي، مد «تقم»، بدل «تبت».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 74
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست