بكر بن النطّاح الحنفيّ
[1]. يكنى أبا وائل، هكذا أخبرنا وكيع عن عبد اللّه بن شبيب، و ذكر غيره أنه عجليّ
من بني سعد بن عجل، و احتجّ من ذكر أنه عجليّ بقوله:
فإن يك جدّ القوم فهر
بن مالك
فجدّي عجل قرم بكر بن وائل
و أنكر ذلك من زعم أنه
حنفيّ و قال: بل قال:
فجدّي لجيم قرم بكر
بن وائل
و عجل بن لجيم و حنيفة بن
لجيم أخوان.
و كان بكر بن النطّاح
صعلوكا يصيب الطّريق، ثم أقصر عن ذلك، فجعله أبو دلف من الجند، و جعل له رزقا
سلطانيّا، و كان شجاعا بطلا فارسا شاعرا حسن الشّعر و التصرّف فيه، كثير الوصف
لنفسه بالشجاعة و الإقدام.
قصته مع أبي دلف
/ فأخبرني الحسن بن عليّ [2]، قال: حدثنا محمد بن
القاسم بن مهرويه، قال: حدّثني أبي، قال:
قال بكر بن النّطّاح
الحنفيّ قصيدته التي يقول فيها:
هنيئا لإخواني ببغداد
عيدهم
و عيدي بحلوان قراع الكتائب
و أنشدها أبا دلف فقال له:
إنك لتكثر الوصف لنفسك بالشّجاعة، و ما رأيت لذلك عندك أثرا قطّ، و لا فيك، فقال
له: أيّها الأمير و أيّ غناء يكون عند الرجل الحاسر الأعزل؟ فقال: أعطوه فرسا و
سيفا و ترسا و درعا و رمحا، فأعطوه ذلك أجمع، فأخذه و ركب الفرس و خرج على وجهه،
فلقيه مال لأبي دلف يحمل من بعض ضياعه، فأخذه/ و خرج جماعة من غلمانه فمانعوه عنه،
فجرحهم جميعا و قطعهم و انهزموا. و سار بالمال، فلم ينزل إلا على عشرين فرسخا،
فلما اتصل خبره بأبي دلف قال: نحن جنينا على أنفسنا، و قد كنّا أغنياء عن إهاجة
أبي وائل، ثم كتب إليه بالأمان، و سوّغه المال، و كتب إليه: صر إلينا فلا ذنب لك،
لأنا نحن كنا سبب فعلك بتحريكنا إياك و تحريضنا؛ فرجع و لم يزل معه يمتدحه، حتى
مات.
[1]
في تاريخ بغداد 7: 90: بكر بن النطاح
بن أبي حمار الحنفي.