أخبرني عليّ بن سليمان
الأخفش، قال: حدثنا أبو سعيد السّكّري، قال: أخبرنا محمد بن حبيب، عن ابن أبي
الدّنيا العقيليّ- قال ابن حبيب: و هو صاحب الكسائيّ و أصحابنا- قال:
كان مزاحم العقيليّ خطب
ابنة عم له دنية [5] فمنعه أهلها لإملاقه و قلة ماله، و انتظروا/ بها/ رجلا موسرا
في قومها كان يذكرها و لم يحقق، و هو يومئذ غائب. فبلغ ذلك مزاحما من فعلهم، فقال
لعمّه: يا عمّ، أ تقطع رحمي و تختار عليّ غيري لفضل أباعر تحوزها و طفيف من الحظ
تحظى به! و قد علمت أني أقرب إليك من خاطبها الّذي تريده، و أفصح منه لسانا، و
أجود كفّا، و أمنع جانبا، و أغنى عن العشيرة! فقال له: لا عليك فإنها إليك صائرة،
و إنما أعلّل أمّها بهذا، ثم يكون أمرها لك، فوثق به.
تزوجت ابنة عمه في غيابه
فقال فيها شعرا
و أقاموا مدة، ثم ارتحلوا
و مزاحم غائب، و عاد الرجل الخاطب لها فذاكروه [6] أمرها، فرغب فيها، فأنكحوه
إياها، فبلغ ذلك مزاحما فأنشأ يقول: