أخبرني عمّي، قال: حدّثنا
عبد اللّه بن أبي سعد، قال: حدّثني محمد بن محمد بن مروان بن موسى قال:
حدّثني محمد بن وهيب
الشاعر قال:
لما تولّى الحسن بن رجاء
بن أبي الضّحاك الجبل قلت فيه شعرا و أنشدته أصحابنا دعبل بن عليّ و أبا سعد
المخزوميّ، و أبا تمام الطائيّ، فاستحسنوا الشعر و قالوا: هذا لعمري من الأشعار الّتي
تلقى بها الملوك، فخرجت إلى الجبل فلما صرت إلى همذان أخبره الحاجب بمكاني فأذن لي
فأنشدته الشعر فاستحسن منه قولي:
فأمر حاجبه بإضافتي فأقمت
بحضرته كلما دخلت إليه لم أنصرف إلا بحملان أو خلعة أو جائزة حتى انصرم الصّيف
فقال لي: يا محمد إن الشتاء عندنا علج [3] فأعدّ يوما للوداع. فقلت: خدمة الأمير
أحبّ إليّ، فلما كاد الشتاء أن يشتدّ قال لي: هذا أوان [4] الوداع، فأنشدني
الثلاثة الأبيات فقد فهمت الشعر كله، فلما أنشدته:
/
أجارتنا إن القداح كواذب
و أكثر أسباب النّجاح مع الياس
قال: صدقت، ثم قال: عدّوا
أبيات القصيدة فأعطوه لكل بيت ألف درهم، فعدّت فكانت اثنين و سبعين بيتا، فأمر لي
باثنين و سبعين ألف درهم، و كان فيما أنشدته في مقامي و استحسنه قولي: