responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 53

تحكي [1] أفاعيله في كل نائبة

الغيث و الليث و الصّمصامة الذّكر

فأمر بإدخاله و أحسن جائزته.

رجع الحديث عن صلته بالحسن بن رجاء

أخبرني عمّي، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد، قال: حدّثني محمد بن محمد بن مروان بن موسى قال:

حدّثني محمد بن وهيب الشاعر قال:

لما تولّى الحسن بن رجاء بن أبي الضّحاك الجبل قلت فيه شعرا و أنشدته أصحابنا دعبل بن عليّ و أبا سعد المخزوميّ، و أبا تمام الطائيّ، فاستحسنوا الشعر و قالوا: هذا لعمري من الأشعار الّتي تلقى بها الملوك، فخرجت إلى الجبل فلما صرت إلى همذان أخبره الحاجب بمكاني فأذن لي فأنشدته الشعر فاستحسن منه قولي:

أجارتنا إنّ التّعفّف بالياس‌

و صبرا على استدرار دنيا بإبساس [2]

حريّان ألّا يقذفا بمذلة

كريما و ألّا يحوجاه إلى الناس‌

أجارتنا إنّ القداح كواذب‌

و أكثر أسباب النّجاح مع الياس‌

فأمر حاجبه بإضافتي فأقمت بحضرته كلما دخلت إليه لم أنصرف إلا بحملان أو خلعة أو جائزة حتى انصرم الصّيف فقال لي: يا محمد إن الشتاء عندنا علج [3] فأعدّ يوما للوداع. فقلت: خدمة الأمير أحبّ إليّ، فلما كاد الشتاء أن يشتدّ قال لي: هذا أوان [4] الوداع، فأنشدني الثلاثة الأبيات فقد فهمت الشعر كله، فلما أنشدته:

/

أجارتنا إن القداح كواذب‌

و أكثر أسباب النّجاح مع الياس‌

قال: صدقت، ثم قال: عدّوا أبيات القصيدة فأعطوه لكل بيت ألف درهم، فعدّت فكانت اثنين و سبعين بيتا، فأمر لي باثنين و سبعين ألف درهم، و كان فيما أنشدته في مقامي و استحسنه قولي:

صوت‌

دماء المحبّين لا تعقل [5]

أ ما في الهوى حكم يعدل!

تعبّدني حور الغانيات‌

و دان الشباب له الأخطل [6]

و نظرة عين تعلّلتها

غرارا كما ينظر الأحول‌

مقسّمة بين وجه الحبيب‌

و طرف الرقيب متى يغفل‌


[1] انظر ص 73.

[2] الإبساس: التصويت للناقة بلطف لتسكن و تدرّ.

[3] في مي «صعب». و العلج: الشديد.

[4] مي «يوم الوداع».

[5] لا تعقل: لا تدفع ديتها.

[6] الأخطل: السريع الخفيف أو الأحمق.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 53
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست