responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 47

من هارب ركب النّجاء و مقعص‌

جثمت منيّته على المتنفّس‌

غصبته أطراف الأسنّة نفسه‌

فثوى فريسة ولّغ أو نهّس‌

إن كنت نازلة اليفاع فنكّبي‌

دار الرّباب و خزرجي أو أوّسي‌

و تجنّبي الجعراء [1] إنّ سيوفهم‌

حدث و إن قناتهم لم تضرس‌

هل طيّى‌ء الأجبال شاكرة امرئ‌

ذاد القوافي عن حماها مردس [2]

أحمي- أبا نفر- عظام حفيرة

درست و باقي غرسها لم يدرس‌

كافأت نعمتها بضعف بلائها

ثم انفردت بمنصب لم يدنس [3]

و إذا افتخرت عددت سعي مآثر

قصرت على الإغضاء طرف الأشوس‌

رفعت بنو النّجّار حلفي فيهم [4]

ثم انفردت فأفسحوا عن مجلسي‌

فاعقل لسانك عن شتائم قومنا [5]

لا يعلقنّك خادر من مأنس‌

أخلفت فخرك [6] من أبيك و جئتني‌

بأب جديد بعد طول تلمّس‌

أخذت عليه المحكمات طريقها

فغدا يهاجي أعظما في مرمس [7]

/ قال: فلم يجبه ابن قنبر عن هذه بشي‌ء، ثم التقيا فتعاتبا، و اعتذر كل واحد منهما إلى صاحبه، فقال مسلم يهجوه:

حلم ابن قنبر حين قصّر شعره‌

هل كان يحلم شاعر عن شاعر

يهجو قريشا و يفخر بالأنصار

و قد مضت هذه الأبيات متقدّما. قال: و مكث ابن قنبر حينا لا يجيبه عن هذا و لا عن غيره بشي‌ء طلبا للكفاف، ثم هجا مسلم قريشا و فخر بالأنصار فقال:

قل لمن تاه إذ بنا عزّ جهلا

ليس بالتّيه يفخر الأحرار

فتناهوا و أقصروا فلقد جا

رت عن القصد فيكم الأنصار [8]

أيّكم حاط ذا جوار بعزّ

قبل أن تحتويه منّا الدّار

أو رجا أن يفوت قوما بوتر

لم تزل تمتطيهم الأوتار

لم يكن ذاك فيكم فدعوا الفخر بما لا يسوغ فيه افتخار

و نزارا ففاخروا تفضلوهم‌

و دعوا من له عبيدا نزار


[1] في مي، مج «الحمراء». و في الديوان- 136 «الخفراء».

[2] في الديوان- 137 «الأقعس» بدل «مردس». و المردس: الآلة الّتي تسوى و تكسر.

[3] في ما «لم ينجس».

[4] في الديوان- 136 «بيتي فيهم ... ثم انتميت».

[5] في الديوان- 139 «عرضنا».

[6] في الديوان- 139 «أخلقت فخرك». و في ف، ما «نجرك».

[7] في ما «مدرس». و في الديوان- 140 «فغدا يناقض أعظما في أرمس».

[8] في الديوان- 315 «الأبصار» بدل «الأنصار».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست