responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 43

لو لا علامات شيب لو أتت وعظت‌

لقد صحوت و لكن سوف تأتيني‌

أرضي الشّباب فإن أهلك فعن قدر

و إن بقيت فإن الشّيب يشقيني [1]

فقال له: خذها بورك لك فيها. و أمر بتوجيهها مع بعض خدمها إليه.

ماتت زوجته فجزع عليها و تنسك‌

أخبرني حبيب بن نصر المهلّبيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد، قال: حدّثني أحمد بن إبراهيم، قال:

كانت لمسلم بن الوليد زوجة من أهله، كانت تكفيه أمره و تسرّه فيما تليه له [2] منه، فماتت فجزع عليها جزعا شديدا، و تنسّك مدّة طويلة، و عزم على ملازمة ذلك، فأقسم عليه بعض إخوانه ذات يوم أن يزوره ففعل، فأكلوا و قدّموا الشّراب، فامتنع منه مسلم و أباه، و أنشأ يقول:

بكاء و كأس، كيف يتّفقان؟ [3]

سبيلاهما في القلب مختلفان‌

دعاني و إفراط البكاء فإنّني‌

أرى اليوم فيه غير ما تريان‌

غدت و الثّرى أولى بها من وليّها

إلى منزل ناء لعينك دان‌

/ فلا حزن حتى تذرف العين ماءها

و تعترف الأحشاء للخفقان‌

و كيف بدفع اليأس للوجد بعدها

و سهماهما [4] في القلب يعتلجان!

هاجاه ابن قنبر فأمسك عنه بعد أن بسط لسانه فيه‌

أخبرني حبيب بن نصر، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد، قال: حدّثني عليّ بن الصّبّاح، قال: حدّثني مالك بن إبراهيم، قال:

كان مسلم بن الوليد يهاجي الحكم بن قنبر المازنيّ، فغلب عليه ابن قنبر مدة و أخرسه، ثم أثاب مسلم بعد أن انخزل و أفحم، فهتك ابن قنبر حتى كفّ عن مناقضته، فكان يهرب منه، فإذا لقيه مسلم قبض عليه و هجاه و أنشده ما قاله فيه فيمسك عن إجابته؛ ثم جاءه ابن قنبر إلى منزله و اعتذر إليه ممّا سلف، و تحمّل عليه بأهله و سأله الإمساك، فوعده بذلك، فقال فيه:

حلم ابن قنبر حين أقصر جهله‌

هل كان يحلم شاعر عن شاعر؟

ما أنت بالحكم الّذي سمّيته‌

غالتك حلمك هفوة من قاهر

لو لا اعتذارك لارتمى بك زاخر

مرح العباب يفوت طرف النّاظر

لا ترتعن لحمى لسانك بعدها

إنّي أخاف عليك شفرة جازر

و استغنم العفو الّذي أوتيته‌

لا تأمننّ عقوبة من قادر


[1] في الديوان- 344:

«... فإن الشيب يسليني»

. [2] المختار «و تستره عن الناس بمالها».

[3] المختار «يجتمعان».

[4] في ف، ما «و همّاهما».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست