responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 39

فاقعد مع الدّهر إلى دولة

ترفع فيها حالك الحال [1]

قال: فلمّا أنشدته هذا البيت قال: هذه و اللّه الدّولة الّتي ترفع حالك [2]. و أمر لي بمال عظيم و قلّدني- أو قال قبّلني- جوز جرجان [3].

هجا معن بن زائدة و يزيد بن مزيد فهدده الرشيد

حدّثني جحظة، قال: حدّثني ميمون بن هارون، قال:

كان مسلم بن الوليد قد انحرف عن معن بن زائدة بعد مدحه إياه، لشي‌ء أوحشه منه، فسأله يزيد بن مزيد أن يهبه له، فوعده و لم يفعل، فتركه يزيد خوفا منه، فهجاه هجاء كثيرا، حتى حلف له الرشيد إن عاود هجاءه قطع لسانه، فمن ذلك قوله فيه:

يا معن إنّك لم تزل في خزية

حتى لففت أباك في الأكفان‌

فاشكر بلاء الموت عندك إنّه‌

أودى بلؤم الحيّ من شيبان‌

قال: و هجا أيضا يزيد بن مزيد بعد مدحه إياه فقال:

أ يزيد يا مغرور ألأم من مشى‌

ترجو الفلاح و أنت نطفة [4] مزيد

إن كنت تنكر منطقي فاصرخ به‌

يوم العروبة [5] عند باب المسجد

في من يزيد فإن أصبت بمزيد

فلسا فهاك على مخاطرة يدي‌

/ هكذا روى جحظة في هذا الخبر، و الشّعران جميعا في يزيد بن مزيد، فالأوّل منهما أوّله:

أ يزيد إنّك لم تزل في خزية

و هكذا هو في شعر مسلم. و لم يلق مسلم معن بن زائدة، و لا له فيه مدح و لا هجاء.

رثاؤه يزيد بن مزيد

أخبرني عمّي، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد، قال: حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جشم، قال:

كان يزيد بن مزيد قد سأل مسلم بن الوليد عما يكفيه و يكفي عياله، فأخبره فجعله جراية له، ثم قال: ليس هذا مما تحاسب به بدلا من جائزة أو ثواب مديح. فكان يبعث به إليه في كلّ سنة، فلمّا مات يزيد رثاه مسلم فقال:

أ حقّا أنّه أودى يزيد

تبيّن أيّها النّاعي المشيد!

أ تدري من نعيت و كيف دارت‌

به شفتاك دار بها الصّعيد [6]


[1] في الديوان- 150:

«فاصبر مع الدهر ...

تحمل فيها ...»

. [2] في مي، مج «الّتي ترفع حالك الخال». و في المختار «هذه الدولة الّتي يرفع فيها حالك».

[3] ما «حوز». و لعلها جوزحانان أو جوزجان، و هما واحد. اسم لكورة واسعة من كور بلخ بخراسان. و قبّله: جعله يلتزم العمل.

[4] في ف «خلفة».

[5] يوم العروبة: يوم الجمعة، و هو من أسمائها القديمة.

[6] في الديوان- 147:

تأمل من نعيت و كيف فاهت‌

به شفتاك كان بها الصعيد

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 39
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست