فقال له الفضل: إني لأجلّك
عن الشعر، قال: فأغنني بما أحببت من عملك؛ فولّاه البريد بجرجان.
قال بيتا من الشعر أخذ
معناه من التوراة
أخبرني الحسن بن عليّ،
قال: حدّثنا محمد بن القاسم بن مهرويه، قال: حدّثني الحسين بن أبي السّريّ.
و أخبرني بهذه الأخبار
محمد بن خلف بن المرزبان، قال: حدّثني إبراهيم بن محمد الورّاق، عن الحسين بن أبي
السّريّ قال: قيل لمسلم بن الوليد: أيّ شعرك أحبّ إليك؟ قال: إن في شعري لبيتا
أخذت معناه من التّوراة، و هو قولي:
دلّت على عيبها
الدّنيا و صدّقها
ما استرجع الدّهر ممّا كان أعطاني
قذف في البحر بدفتر فيه
شعره فقلّ شعره
قال الحسين: و حدّثني
جماعة من أهل جرجان أنّ راوية مسلم جاء إليه بعد أن تاب ليعرض عليه شعره، فتغافله
مسلم، ثم أخذ منه الدّفتر الّذي في يده، فقذف به في البحر، فلهذا قلّ شعره، فليس
في أيدي النّاس منه إلا ما كان بالعراق، و ما كان في أيدي الممدوحين من مدائحهم.
كان يكره لقب صريع
الغواني
قال الحسين: و حدّثني
الحسين بن دعبل، قال: قال أبي لمسلم: ما معنى ذلك:
لا تدع بي الشّوق
إنّي غير معمود
قال: لا تدعني صريع
الغواني فلست كذلك؛ و كان يلقّب هذا اللّقب و كان له كارها.
عتب عليه عيسى بن داود
ثم رضي عنه
أخبرني محمد بن خلف بن
المرزبان، قال: حدّثنا حمّاد بن إسحاق، عن أبيه، قال: عتب عيسى بن داود [1] على
مسلم بن الوليد فهجره، و كان إليه محسنا، فكتب إليه مسلم: