responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 30

يقري السّيوف نفوس النّاكثين به‌

و يجعل الرّوس تيجان القنا الذّبل‌

لا يعبق الطّيب خدّيه و مفرقه‌

و لا يمسّح عينيه من الكحل‌

إذا انتضى سيفه كانت مسالكه‌

مسالك الموت في الأجسام و القلل [1]

و إن خلت بحديث النّفس فكرته‌

عاش الرّجاء و مات الخوف من وجل [2]

كاللّيث إن هجته فالموت راحته‌

لا يستريح إلى الأيّام و الدّول‌

للّه من هاشم في أرضه جبل‌

و أنت و ابنك ركنا ذلك الجبل‌

صدّقت ظنّي و صدّقت الظّنون به‌

و حطّ جودك عقد الرّحل عن جملي [3]

قال: فأخذت منها بيتين، ثم قلت له: أنشدني أيضا ما لك فيه، فأنشدني قصيدة أخرى ابتداؤها:

/

طيف الخيال حمدنا منك إلماما

داويت سقما و قد هيّجت أسقاما

يقول فيها:

كالدّهر لا ينثني عمّا يهمّ به‌

قد أوسع النّاس إنعاما و إرغاما

قال: فأنشدت هذه الأبيات يزيد بن مزيد، فأمر له بخمسمائة درهم. ثم ذكرته بالرّقّة فقلت له: هذا الشّاعر الّذي قد مدحك فأحسن، تقتصر به على خمسمائة درهم! فبعث إليه بخمسمائة درهم أخرى، قال: فقال لي مسلم:

جاءتني و قد رهنت طيلساني على رءوس الإخوان [4]، فوقعت منّي أحسن موقع.

تضمخ يزيد بالطيب ثم غسله لئلا يكذب قول مسلم‌

أخبرني محمد بن عمران، قال: حدّثنا العنزيّ، عن محمد بن بدر العجليّ، عن إبراهيم بن سالم، عن أبي فرعون مولى يزيد بن مزيد قال:

ركب يزيد يوما إلى الرّشيد فتغلّف بغالية [5]، ثم لم يلبث أن عاد فدعا بطست فغسل الغالية، و قال: كرهت أن أكذّب قول مسلم بن الوليد:

لا يعبق الطّيب خدّيه و مفرقه‌

و لا يمسّح عينيه من الكحل‌

يشير على يزيد بن مزيد بإحراق كتاب وصله‌

أخبرني جعفر بن قدامة، قال: حدّثني عبد اللّه بن أبي سعد، قال: حدّثني أبو توبة، قال:

كان مسلم بن الوليد جالسا بين يدي يزيد بن مزيد فأتاه كتاب فيه مهمّ له، فقرأه سرّا و وضعه، ثم أعاد قراءته و وضعه، ثم أراد القيام، فقال له مسلم بن الوليد:


[1] في الديوان- 14 «في الأبدان و القلل».

[2] في الديوان- 24 «حيي الرجاء»، و في المستجاد- 101:

«... بحديث النفس نظرته»

. و جاء في الشرح «إذا خلت بحديث النفس فكرته فإنه يفكر في بذل العطايا للناس فيموت خوفهم للفقر عند ذلك».

[3] في ف «و حل جودك»، و المثبت من ما، مج، و الديوان- 23، و جاء في الشرح «صدّقت ظني و ظن من علم إقبالي إليك، و أغنيتني عن السفر فلا أحتاج إلى أن أسافر بعدها أبدا».

[4] ف «على رءوس لإخواني».

[5] تغلف بغالية: تطيب بالطيب.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 30
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست