responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 25

غازل جارية منزلها في مهب الشمال من منزله، و لم يكن يهواها

أنّه علق جارية ذات ذكر و شرف [1]، و كان منزلها في مهبّ الشّمال من منزله، و في ذلك يقول:

صوت‌

أحبّ الرّيح ما هبّت شمالا

و أحسدها إذا هبت جنوبا

أهابك أن أبوح بذات نفسي‌

و أفرق إن سألتك أن أخيبا

و أهجر صاحبي حبّ التّجنّي‌

عليه إذا تجنّيت الذّنوبا [2]

كأني حين أغضي عن سواكم‌

أخاف لكم على عيني رقيبا

غنّى عبد اللّه بن العبّاس الرّبيعي في هذه الأبيات هزجا بالبنصر عن الهشاميّ.

كان يحب جاريته محبة شديدة

قال: و كانت له جارية يرسلها إليها و يبثّها سرّه، و تعود إليه بأخبارها و رسائلها؛ فطال ذلك بينهما؛ حتى أحبّتها الجارية الّتي علقها مسلم و مالت إليها، و كلتاهما في نهاية الحسن و الكمال.

و كان مسلم يحبّ جاريته هذه محبّة شديدة، و لم يكن يهوى تلك، إنما كان يريد الغزل و المجون و المراسلة، و أن يشيع له حديث [3] بهواها، و كان يرى ذلك من/ الملاحة و الظّرف و الأدب، فلما رأى مودّة تلك لجاريته هجر جاريته مظهرا لذلك، و قطعها عن الذّهاب إلى تلك، و ذلك قوله:

و أهجر صاحبي حبّ التّجنّي‌

عليه إذا تجنّيت الذّنوبا

و راسلها مع غير جاريته الأولى، و ذلك قوله:

تدّعى الشوق إن نأت‌

و تجنّى إذا دنت‌

واعدتنا و أخلفت‌

ثم ساءت فأحسنت [4]

سرّني لو صبرت عن

ها فتجزى بما جنت‌

[5] إنّ سلمى لو اتّقت‌

ربّها فيّ أنجزت‌

زرعت في الحشا الهوى‌

و سقته حتى نبت [5]

أخبرني الحسين بن يحيى و محمد بن يزيد، قالا: حدّثنا حمّاد بن إسحاق عن أبيه، قال:

لقي مسلم بن الوليد أبا نواس فقال له: ما أعرف لك بيتا إلا فيه سقط، قال: فما تحفظ من ذلك؟ قال: قل أنت ما شئت حتى أريك سقطه فيه، فأنشده:


[1] في ما «ذات خطر و شرف».

[2] في الديوان- 274 ط. المعارف «إن تجنبت».

[3] في مي «و أن يسمع له حديث ...» الخ.

[4] في ما، و الديوان- 308، و «المختار»: «فأساءت و أحسنت».

(5- 5) التكلمة من مي و الديوان- 308.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 25
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست