responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 207

العيان، و أمنّيها ما قد حيل دونه. و اللّه إنّ إرسالي إليها بعد ما قد لاح من تغيرها لذلّ، و إنّ عدولي عنها و في أمرها شبهه لعجز، و إنّ تصبري عنها لمن دواعي التلف، و للّه درّ محمد بن أمية [1] حيث يقول:

يا ليت شعري ما يكون جوابي‌

أمّا الرسول فقد مضى بكتابي‌

و تعجّلت نفسي الظنون و أشعرت‌

طمع الحريص و خيفة المرتاب‌

و تروعني حركات كلّ محرّك‌

و الباب يقرعه و ليس ببابي‌

كم نحو باب الدار لي من وثبة

أرجو الرسول بمطمع كذّاب‌

و الويل لي من بعد هذا كلّه‌

إن كان ما أخشاه ردّ جوابي‌

تعتذر إلى بنان و قد غضب عليها فلا يقبل عذرها

حدّثني جحظة، قال: حدّثني عليّ بن يحيى المنجّم، قال:

غضب بنان على فضل الشاعرة في أمر أنكره عليها، فاعتذرت إليه، فلم يقبل معذرتها، فأنشدتني لنفسها في ذلك:

يا فضل صبرا إنها ميتة

يجرعها الكاذب و الصادق‌

ظنّ بنان أنني خنته‌

روحي إذا من بدني طالق‌

تجيز بيتا لعلي بن الجهم طلب إليها إجازته‌

أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان، قال: حدّثني أبو العباس المروزيّ، قال:

قال المتوكل لعليّ بن الجهم: قل بيتا، و طالب فضل الشاعرة بأن تجيزه، فقال عليّ: أجيزي يا فضل:

/

لاذ بها يشتكي إليها

فلم يجد عندها ملاذا

قال: فأطرقت هنيهة ثم قالت:

فلم يزل ضارعا إليها

تهطل أجفانه رذاذا

فعاتبوه فزاد عشقا

فمات وجدا فكان ما ذا؟

فطرب المتوكل، و قال: أحسنت و حياتي يا فضل، و أمر لها بمائتي دينار، و أمر عريب فغنّت في الأبيات.

قال مؤلف هذا الكتاب [2]: أعرف في هذه الأبيات هزجا لا أدري أ هو هذا اللحن، أم غيره؟ و لم أره في أغاني عريب، و لعله شذّ عنها.

صوت‌

أمامة لا أراك اللّ‌

ه ذل معيشة أبدا

أ لا تستصلحين فتى‌

وقاك السوء قد فسدا

غلام كان أهلك مرّ

ة يدعونه ولدا


[1] ف «محمد بن أبي أمية».

[2] ف «قال الأصفهاني».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 207
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست