responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 203

كتبت فضل الشاعرة إلى سعيد بن حميد أيام كانت بينهما محبة و تواصل:

و عيشك لو صرّحت باسمك في الهوى‌

لأقصرت عن أشياء في الهزل و الجدّ

و لكنني أبدي لهذا مودّتي‌

و ذاك، و أخلو فيك بالبثّ و الوجد

مخافة أن يغري بنا قول كاشح‌

عدوّا [1] فيسعى بالوصال إلى الصدّ

فكتب إليها سعيد:

تنامين عن ليلى و أسهره وحدي‌

و أنهى جفوني أن تبثّك ما عندي‌

فإن كنت لا تدرين ما قد فعلته‌

بنا فانظري ما ذا على قاتل العمد؟

قال عمي: هكذا ذكر ابن مهرويه.

و حدّثني به عليّ بن الحسين بن عبد الأعلى، فذكر أن بيتي سعيد كانا الابتداء، و أن أبيات فضل كانت الجواب. و ذكر لهما خبرا في عتاب عاتبها به، و لم أحفظه، و إنما سمعته يذكره، ثم أخرج إليّ كتابا بعد ذلك فيه أخبار عن عليّ بن الحسين، فوجدت هذا الخبر فيه، فقرأته عليه.

قال عليّ بن الحسين بن عبد الأعلى:

/ حضر سعيد بن حميد مجلسا حضرته فضل الشاعرة و بنان، و كان سعيد يهواها، و تظهر له هوى، و يتهمها مع ذلك ببنان، فرأى فيها إقبالا شديدا على بنان، فغضب و انصرف، فكتبت إليه فضل بالأبيات الأوّل، و أجابها بالبيتين الآخرين، فاتفقت رواية ابن مهرويه و عليّ بن الحسين في هذا الخبر.

تعتذر من حجب زائرين عنها دون علمها

أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان، قال: حدّثني أبو يوسف بن الدقاق الضرير، قال:

صرت أنا و أبو منصور الباخرزيّ إلى منزل فضل الشاعرة فحجبنا عنها و انصرفنا، و ما علمت بنا، ثم بلغها مجيئنا و انصرافنا فكرهت ذلك و غمّها، فكتبت إلينا تعتذر:

و ما كنت أخشى أن تروا لي زلّة

و لكنّ أمر اللّه ما عنه مذهب‌

أعوذ بحسن الصفح منكم و قبلنا

بصفح و عفو ما تعوّذ مذنب‌

فكتب إليها أبو منصور الباخرزيّ:

لئن أهديت عتباك لي و لإخوتي‌

فمثلك يا فضل الفضائل [2] يعتب‌

إذا اعتذر الجاني محا العذر ذنبه‌

و كلّ امرئ لا يقبل العذر مذنب‌

شعرها للمتوكل و قد يئست من إيقاظه لموعد بينهما

حدّثني عليّ بن هارون بن عليّ بن يحيى المنجّم، قال: حدّثني عمّي عن جدّي، قال:

قال لي المتوكل يوما- و فضل واقفة بين يديه: يا عليّ، كان بيني و بين فضل موعد، فشربت شربا فيه فضل،


[1] في س «عدو»، بالرفع.

[2] في مم «الفواضل».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست