responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 195

يذكر للرشيد أسباب إلحاحه في المسألة

أخبرني رضوان بن أحمد، قال: حدثنا يوسف بن إبراهيم، قال: حدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن المهديّ، قال:

كان أبو صدقة أسأل خلق اللّه و ألحّهم، فقال له الرشيد: ويلك ما أكثر سؤالك!/ فقال: و ما يمنعني من ذلك، و اسمي مسكين، و كنيتي أبو صدقة، و اسم ابني صدقة، و كانت أمي تلقّب فاقة، و اسم أبي صدقة، فمن أحق مني بهذا؟.

كثرة عبث الرشيد به‌

و كان الرشيد يعبث به عبثا شديدا، فقال ذات يوم لمسرور: قل لابن جامع و إبراهيم الموصلي و زبير بن دحمان و زلزل و برصوما و ابن أبي مريم المديني: إذا رأيتموني قد طابت نفسي، فليسألني كل واحد منهم حاجة، مقدارها مقدار صلته. و ذكر لكل واحد منهم مقدار [1] ذلك، و أمرهم أن يكتموا أمرهم عن أبي صدقة، فقال لهم مسرور ما أمره به، ثم أذن لأبي صدقة قبل إذنه لهم، فلما جلس قال له: يا أبا صدقة، قد أضجرتني بكثرة مسألتك، و أنا في هذا اليوم ضجر، و قد أحببت أن أتفرّج و أفرح، و لست آمن أن تنغّص عليّ مجلسي بمسألتك، فإمّا أن أعفيتني من أن تسألني اليوم حاجة و إلا فانصرف. فقال له: يا سيدي لست أسألك في هذا اليوم، و لا إلى شهر حاجة، فقال له الرشيد: أما إذا شرطت لي هذا على نفسك، فقد اشتريت منك حوائجك بخمسمائة دينار، و ها هي ذه فخذها هنيئة معجلة، فإن سألتني شيئا بعدها في هذا اليوم، فلا لوم عليّ إن لم أصلك سنة بشي‌ء. فقال له: نعم، و سنتين. فقال له الرشيد: زدني في الوثيقة، فقال: قد جعلت أمر أمّ صدقة في يدك، فطلّقها متى شئت، إن شئت واحدة، و إن شئت ألفا إن سألتك في يومي هذا حاجة. و أشهد [2] اللّه و من حضر على ذلك، فدفع إليه المال، ثم أذن للجلساء و المغنين فحضروا، و شرب القوم.

فلما طابت نفس الرشيد قال له ابن جامع: يا أمير المؤمنين، قد نلت منك ما لم تبلغه أمنيّتي، و كثر إحسانك إليّ حتى كبتّ أعدائي و قتلتهم. و ليست لي بمكة دار تشبه/ حالي، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأمر لي بمال أبني به دارا، و أفرشها بباقيه لأفقأ عيون أعدائي و أزهق نفوسهم- فعل، فقال: و كم قدّرت لذلك؟ قال: أربعة آلاف دينار، فأمر له بها. ثم قام إبراهيم الموصليّ فقال له: قد ظهرت نعمتك عليّ و على أكابر ولدي، و في أصاغرهم من قد بلغ، و أريد تزويجه، و من أصاغرهم من أحتاج إلى أن أطهره، و منهم صغار أحتاج إلى أن أتخذ لهم خدما، فإن رأى أمير المؤمنين أن يحسن معونتي على ذلك فعل، فأمر له بمثل ما أمر لابن جامع، و جعل كلّ [3] واحد منهم يقوم فيقول من الثناء ما يحضره، و يسأل حاجة على قدر جائزته، و أبو صدقة ينظر إليهم و إلى الأموال تفرّق يمينا و شمالا، فوثب على رجليه قائما، و قال للرشيد: يا سيدي، أقلني، أقال اللّه عثرتك! فقال له الرشيد: لا أفعل، فجعل يستحلفه و يضطرب [4] و يلحّ، و الرشيد يضحك و يقول: ما إلى ذلك سبيل، الشرط أملك.


[1] في التجريد «مبلغ».

[2] ف «و أشهدت اللّه».

[3] كذا في التجريد، و في س «لكل»، و هو تحريف.

[4] كذا في التجريد، و في س «يضرب»، و هو تحريف.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 195
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست