و ذكر الأبيات الأربعة
المتقدّم ذكرها، قال: فأجاد و أحسن ما شاء، و طرب جعفر، فقال له: أحسنت و حياتي، و
كان عليه دوّاج [3] خزّ مبطن بسمّور جيد، فلما قال له ذلك شرهت نفسه و عاد إلى
طبعه، فقال:
لو أحسنت ما كان هذا
الدّوّاج عليك، و لتخلعنّه عليّ، فألقاه عليه، ثم غنّى أصواتا من القديم و الحديث،
و غنّى بعدها من صناعته في الرمل:
فقال له الفضل: أحسنت و
حياتي! فقال: لو أحسنت لخلعت عليّ جبّة تكون شكلا لهذا الدّوّاج، فنزع جبته و
خلعها عليه، و سكروا و انصرفوا. فوثب الحسن بن سليمان، فقال له: قد وافقتك على ما
أرضاك، و دفعته إليك على ألا تسأل أحدا شيئا، فلم تف،/ و قد أخذت مالك! و اللّه لا
تركت عليك شيئا مما أخذته، ثم انتزعه منه كرها و صرفه، فشكاه أبو صدقة إلى الفضل و
جعفر، فضحكا منه، و أخلفا عليه ما ارتجعه الطفيلي [5] منه من خلعهما.
الغناء لابن عائشة، خفيف
ثقيل أول بالوسطى عن عمرو الهشامي، و قال الهشامي خاصة: فيه لابن محرز هزج، و
لإسحاق ثقيل أول، و وافقه ابن المكّيّ. و ما وجدت لمعبد فيه صنعة في شيء من
الروايات، إلا في المذكور.
و أ ما:
بان الخليط و لو
طووعت ما بانا
فقد مضى في المائة
المختارة، و نسب هناك و ذكرت أخباره.