فأجاده، و استعاده الحارث
ثلاثا و هو يعيده. فقال له الحارث: أحسنت و اللّه يا أبا صدقة! قال له: هذا غنائي
و قد قرصني البرد، فكيف تراه [4]- فديتك- كان يكون [4] لو كان تحت درّاعتي هذه
شعيرات؟ يعني الوبر، و الرشيد يسمع ذلك/ فضحك، فأمر بأن يخلع عليه دراعة ملحم
مبطنة بفنك، ففعلوا، ثم تغنى الجماعة، و غنى أبو صدقة لمعبد:
فأقام فيهما جميعا
القيامة، فطرب الرشيد حتى كاد أن يخرج إلى المجلس طربا فقال له الحارث: أحسنت و
اللّه يا أبا صدقة- فديتك- و أجملت، فقال أبو صدقة: فكيف ترى- فديتك- الحال تكون
لو كانت على هذه الدراعة نقيطات؟ يعني الوشي، فضحك الرشيد حتى ظهر ضحكه، و علموا
بموضعه، و عرف علمهم بذلك، فأمر بإدخالهم إليه، و أمر بأن يخلع على أبي صدقة دراعة
أخرى مبطنة، فخلعت عليه.
صادره الحسن بن سليمان
على جعل يأخذه و يكف عن السؤال فلم يف له
أخبرني محمد بن مزيد بن
أبي الأزهر، قال: حدثنا حماد بن إسحاق، عن أبيه، قال:
سأل الحسن [8] بن سليمان
أخو عبيد اللّه بن سليمان الطفيليّ [9] الفضل و جعفرا ابني يحيى أن يقيما عنده
يوما، فأجاباه [10]، فواعد عدة من المغنين، فيهم أبو صدقة المدني، فقال لأبي صدقة:
إنك تبرم بكثرة السؤال:
فصادرني [11] على شيء
أدفعه إليك/ و لا تسأل شيئا غيره، فصادره على شيء أعطاه إياه. فلما جلسوا و غنّوا
أعجبوا بغناء أبي صدقة، و اقترحوا عليه أصواتا من غناء ابن سريج و معبد و ابن محرز
و غيرهم، فغنّاهم، ثم غنى- و الصنعة له رمل: