responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 193

على أبي صدقة درّاعة [1] ملحم [2] خراسانيّ محشوّة بقز، ثم تغنى ابن جامع، و تغنى بهذه إبراهيم، و تلاهما أبو صدقة فغنّى لابن سريج:

و من أجل ذات الخال أعملت ناقتي‌

أكلّفها سير الكلال مع الظّلع [3]

فأجاده، و استعاده الحارث ثلاثا و هو يعيده. فقال له الحارث: أحسنت و اللّه يا أبا صدقة! قال له: هذا غنائي و قد قرصني البرد، فكيف تراه [4]- فديتك- كان يكون [4] لو كان تحت درّاعتي هذه شعيرات؟ يعني الوبر، و الرشيد يسمع ذلك/ فضحك، فأمر بأن يخلع عليه دراعة ملحم مبطنة بفنك، ففعلوا، ثم تغنى الجماعة، و غنى أبو صدقة لمعبد:

بأن الخليط على بزل [5] مخيّسة [6]

هدل المشافر أدنى سيرها الرّمل‌

ثم تغنى بعده لمعبد أيضا:

بأن الخليط و لو طووعت ما بانا

و قطّعوا من حبال الوصل أقرانا [7]

فأقام فيهما جميعا القيامة، فطرب الرشيد حتى كاد أن يخرج إلى المجلس طربا فقال له الحارث: أحسنت و اللّه يا أبا صدقة- فديتك- و أجملت، فقال أبو صدقة: فكيف ترى- فديتك- الحال تكون لو كانت على هذه الدراعة نقيطات؟ يعني الوشي، فضحك الرشيد حتى ظهر ضحكه، و علموا بموضعه، و عرف علمهم بذلك، فأمر بإدخالهم إليه، و أمر بأن يخلع على أبي صدقة دراعة أخرى مبطنة، فخلعت عليه.

صادره الحسن بن سليمان على جعل يأخذه و يكف عن السؤال فلم يف له‌

أخبرني محمد بن مزيد بن أبي الأزهر، قال: حدثنا حماد بن إسحاق، عن أبيه، قال:

سأل الحسن [8] بن سليمان أخو عبيد اللّه بن سليمان الطفيليّ [9] الفضل و جعفرا ابني يحيى أن يقيما عنده يوما، فأجاباه [10]، فواعد عدة من المغنين، فيهم أبو صدقة المدني، فقال لأبي صدقة: إنك تبرم بكثرة السؤال:

فصادرني [11] على شي‌ء أدفعه إليك/ و لا تسأل شيئا غيره، فصادره على شي‌ء أعطاه إياه. فلما جلسوا و غنّوا أعجبوا بغناء أبي صدقة، و اقترحوا عليه أصواتا من غناء ابن سريج و معبد و ابن محرز و غيرهم، فغنّاهم، ثم غنى- و الصنعة له رمل:


[1] الدراعة: جبة مشقوقة المقدم.

[2] الملحم: نوع من الثياب.

[3] البيت لعمر بن أبي ربيعة، في ديوانه- 330، و الظلع: مصدر ظلع، كمنع: إذا غمز في مشيه.

[4] في س «فتكون»، و هو تحريف.

[5] البزل: جمع البازل، و هو الجمل أو الناقة بزل نابها: أي انشق، و يكون ذلك في تاسع سنيه.

[6] مخيسة: مروضة مذللة.

[7] الأقران: جمع قرن، كسهل، و هو الحبل المفتول من لحاء الشجر، و الخصلة المفتولة من الصوف.

[8] ف «الحسين بن سليمان».

[9] ف «اللطفي».

[10] في س «فأجابه»، و هو تحريف.

[11] صادرني على شي‌ء: طالبني به.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 193
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست