responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 190

فلما انتهى إلى قوله:

إن المنايا في السيوف كوامن‌

حتى يهيّجا فتى هيّاج‌

فقال الرشيد: كان ذلك معن بن زائدة، فقال: صدق أمير المؤمنين، ثم أنشد حتى انتهى إلى قوله:

و مدجّج يغشى المضيق بسيفه‌

حتى يكون بسيفه الإفراج‌

فقال الرشيد: ذلك يزيد بن مزيد، فقال: صدق أمير المؤمنين، فاغتاظ جعفر بن يحيى، و كان يزيد بن مزيد عدوّا للبرامكة، مصافيا للفضل بن الربيع، فلما انتهى إلى قوله:

نزلت نجوم الليل فوق رءوسهم‌

و لكلّ قوم كوكب وهّاج‌

قال له جعفر بن يحيى: من قلّة الشعر حتى [1] تمدح أمير المؤمنين بشعر قيل في غيره! هذا لبشّار في فلان التميميّ، فقال الرشيد: ما تقول يا سلم؟ قال: صدق يا سيدي، و هل أنا إلا جزء من محاسن بشار، و هل أنطلق إلا بفضل منطقه! و حياتك يا سيدي إني لأروي له تسعة آلاف بيت ما يعرف أحد غيري منها شيئا، فضحك الرشيد، و قال: ما أحسن الصدق! امض في شعرك، و أمر له بمائة ألف درهم، ثم قال للفضل بن الربيع: هل قال أحد غير سلم في طيّنا المنازل شيئا؟- و كان الرشيد قد انصرف من الحج،/ و طوى المنازل.

وصفه هو و النمري على الرشيد للمنازل‌

فوصف ذلك سلم- فقال الفضل: نعم يا أمير المؤمنين، النّمريّ، فأمر سلما أن يثبت قائما حتى يفرغ النمريّ من إنشاده، فأنشده النّميريّ قوله:

تخرّق سربال الشباب مع البرد

و حالت لنا أمّ الوليد عن العهد

فقال الرشيد للعباس بن محمد: أيّهما أشعر عندك يا عم؟ قال: كلاهما شاعر، و لو كان كلام يستفحل [2] لجودته حتى يؤخذ منه نسل لاستفحلت كلام النّمريّ، فأمر له بمائة ألف درهم أخرى.

رثاه أشجع السلمي‌

أخبرني عمي، قال: أنشدني أحمد بن أبي طاهر لأشجع السّلميّ يرثي سلما الخاسر و مات سلم قبله:

يا سلم إن أصبحت في حفرة

موسّدا تربا و أحجارا

فربّ بيت حسن قلته‌

خلّفته في الناس تيّارا

قلّدته ربّا و سيّرته‌

فكان فخرا منك أو عارا

لو نطق الشعر بكى بعده‌

عليه إعلانا و إسرارا

صوت‌

يا ويح من لعب الهوى بحياته‌

فأماته من قبل حين مماته‌

من ذا كذا كان الشقي بشادن‌

هاروت بين لسانه و لهاته‌


[1] في التجريد «من قلة شعر يمدح».

[2] في التجريد «و لو كان الشعر يستفحل».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 190
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست