responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 181

الغلام، و لا اشترى لحما فيطبخه فيأكل منه. و الرأس آكل منه ألوانا: آكل منه عينيه لونا، و من غلصمته [1] لونا، و من دماغه لونا.

ابتلاؤه بالكيمياء ثم انصرافه عنها

أخبرني الحسن بن عليّ، قال: حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه، قال: حدثنا يحيى بن الحسن الربيعيّ، قال: أخبرني أبي، قال:

كان سلم الخاسر قد بلي بالكيمياء فكان يذهب بكلّ شي‌ء له باطلا، فلما أراد اللّه- عز و جل- أن يصنع [2] له عرّف أنّ بباب الشام صاحب كيمياء عجيبا، و أنه لا يصل إليه أحد إلا ليلا، فسأل عنه فدلوه عليه.

قال: فدخلت إليه إلى موضع معور [3]، فدققت الباب فخرج إليّ، فقال: من أنت عافاك اللّه؟ فقلت: رجل معجب بهذا العلم. قال: فلا تشهرني، فإني رجل مستور، إنما أعمل للقوت. قال: قلت: لأني لا أشهرك، إنما أقتبس منك، قال: فاكتم ذلك. قال: و بين يديه كوز شبه [4] صغير. فقال لي: اقلع عروته، فقلعتها. فقال: اسبكها في البوطقة، فسبكتها، فأخرج شيئا من تحت مصلّاه، فقال: ذرّه عليه، ففعلت. فقال: أفرغه، فأفرغته. فقال:

دعه معك، فإذا أصبحت فأخرج، فبعه و عد إليّ، فأخرجته إلى باب الشام، فبعت المثقال بأحد و عشرين درهما، و رجعت إليه فأخبرته. فقال: اطلب الآن ما شئت. قلت: تفيدني. قال: بخمسمائة درهم على أن لا تعلّمه أحدا، فأعطيته، و كتب لي صفة، فامتحنتها، فإذا هي باطلة. فعدت إليه، فقيل لي: قد تحوّل، و إذا عروة الكوز المشبّه [5] من ذهب مركبة عليه، و الكوز شبه. و لذلك كان يدخل إليه من يطلبه ليلا، ليخفى عليه، فانصرفت، و علمت أن اللّه- عز و جل- أراد بي خيرا، و أن هذا كله باطل.

يرثي البانوكة بنت المهدي‌

أخبرني محمد بن عمران الصيرفيّ، قال: حدثنا العنزيّ، قال: حدّثني أبو مالك اليماني، قال: حدّثني أبو كعب، قال:

لما ماتت البانوكة بنت المهدي رثاها سلم الخاسر بقوله:

أودى ببانوكة ريب الزمان‌

مؤنسة المهديّ و الخيزران‌

لم تنطو الأرض على مثلها

مولودة حنّ لها الوالدان‌

بانوك يا بنت إمام الهدى‌

أصبحت من زينة أهل الجنان‌

بكت لك الأرض و سكّانها

في كل أفق بين إنس و جان‌


[1] الغلصمة: اللحم بين العنق و الرأس، و تطلق على غير ذلك.

[2] يصنع له: يريد الخير له.

[3] معور: لا يؤمن الشر فيه، من أعور الفارس: إذا بدا فيه موضع خلل للضرب.

[4] الشبه: النحاس الأصفر.

[5] المشبه: الملبس الّذي لا تعرف حقيقته.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 181
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست