الغلام، و لا اشترى لحما
فيطبخه فيأكل منه. و الرأس آكل منه ألوانا: آكل منه عينيه لونا، و من غلصمته [1]
لونا، و من دماغه لونا.
ابتلاؤه بالكيمياء ثم
انصرافه عنها
أخبرني الحسن بن عليّ،
قال: حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه، قال: حدثنا يحيى بن الحسن الربيعيّ، قال:
أخبرني أبي، قال:
كان سلم الخاسر قد بلي
بالكيمياء فكان يذهب بكلّ شيء له باطلا، فلما أراد اللّه- عز و جل- أن يصنع [2]
له عرّف أنّ بباب الشام صاحب كيمياء عجيبا، و أنه لا يصل إليه أحد إلا ليلا، فسأل
عنه فدلوه عليه.
قال: فدخلت إليه إلى موضع
معور [3]، فدققت الباب فخرج إليّ، فقال: من أنت عافاك اللّه؟ فقلت: رجل معجب بهذا
العلم. قال: فلا تشهرني، فإني رجل مستور، إنما أعمل للقوت. قال: قلت: لأني لا
أشهرك، إنما أقتبس منك، قال: فاكتم ذلك. قال: و بين يديه كوز شبه [4] صغير. فقال
لي: اقلع عروته، فقلعتها. فقال: اسبكها في البوطقة، فسبكتها، فأخرج شيئا من تحت
مصلّاه، فقال: ذرّه عليه، ففعلت. فقال: أفرغه، فأفرغته. فقال:
دعه معك، فإذا أصبحت
فأخرج، فبعه و عد إليّ، فأخرجته إلى باب الشام، فبعت المثقال بأحد و عشرين درهما،
و رجعت إليه فأخبرته. فقال: اطلب الآن ما شئت. قلت: تفيدني. قال: بخمسمائة درهم
على أن لا تعلّمه أحدا، فأعطيته، و كتب لي صفة، فامتحنتها، فإذا هي باطلة. فعدت
إليه، فقيل لي: قد تحوّل، و إذا عروة الكوز المشبّه [5] من ذهب مركبة عليه، و الكوز
شبه. و لذلك كان يدخل إليه من يطلبه ليلا، ليخفى عليه، فانصرفت، و علمت أن اللّه-
عز و جل- أراد بي خيرا، و أن هذا كله باطل.
يرثي البانوكة بنت
المهدي
أخبرني محمد بن عمران
الصيرفيّ، قال: حدثنا العنزيّ، قال: حدّثني أبو مالك اليماني، قال: حدّثني أبو
كعب، قال:
لما ماتت البانوكة بنت
المهدي رثاها سلم الخاسر بقوله:
أودى ببانوكة ريب
الزمان
مؤنسة المهديّ و الخيزران
لم تنطو الأرض على
مثلها
مولودة حنّ لها الوالدان
بانوك يا بنت إمام
الهدى
أصبحت من زينة أهل الجنان
بكت لك الأرض و
سكّانها
في كل أفق بين إنس و جان
[1]
الغلصمة: اللحم بين العنق و الرأس، و
تطلق على غير ذلك.