قال: فقلت له: ما دعاك إلى
هذا؟ قال: كذا أريد. فقلت له: يا هذا أنا و أنت أغنى الناس عما تستدعيه من الشر
فلتسعك العافية، فقال: إنك لتحتجز منّي نهاية الاحتجاز، و أراد أن يوهم عيسى أني
مفحم عييّ لا أقدر على ذلك، فقال لي عيسى: أسألك يا أبا محمد بحقّي عليك إلا فعلت.
فقلت:
قال: فاغتم سلم و ندم، و
قال: هكذا تكون عاقبة البغي و التعرض للشر، فضحك عيسى، و قال له: قد جهد الرجل أن
تدعه، و صيانته و دينه فأبيت إلا أن يدخلك في حر أمك.
ترفهه و تخشن مروان بن
أبي حفصة
أخبرني الحسن بن عليّ،
قال: حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه، قال: حدّثني عليّ بن محمد النّوفليّ، قال:
سمعت أبي يقول:
كان المهدي يعطي مروان و
سلما الخاسر عطية واحدة، فكان سلم يأتي باب المهدي على البرذون الفاره، قيمته عشرة
آلاف درهم، بسرج و لجام مفضّضين، و لباسه الخزّ و الوشي، و ما أشبه ذلك من الثياب
الغالية الأثمان و رائحة المسك و الطّيب و الغالية تفوح منه، و يجيء مروان بن أبي
حفصة عليه فرو [5] كبل و قميص كرابيس [6] و عمامة كرابيس و خفا كبل [7] و كساء
غليظ، و هو منتن الرائحة. و كان لا يأكل اللحم حتى يقرم إليه بخلا، فإذا قرم أرسل
غلامه، فاشترى له رأسا فأكله. فقال له قائل: أراك لا تأكل إلا الرأس! قال: نعم،
أعرف سعره، فآمن خيانة
[1]
روى «متلج» مكان «مخرج»، و «قتره» مكان «ستره». و متلج: أصله مولج،
قلبت الواو تاء شذوذا. و الستر: جمع سترة، و هو الموضع الّذي يستتر الصائد فيه، و
قيل: هو الكم. و القتر: جمع قترة، بضم فسكون. و هي حفيرة يكمن فيه الصائد. و ثعل:
أبو قبيلة من طي كانت أرمى العرب.
و أراد بالرامي هنا:
عمرو بن المسح بن كعب بن طريف. ديوان الشاعر: 164، و شرح شواهد الشافية: 467.
[2]
أشوى السهم: لم يصب مقتلا. المرر، جمع
مرة، بالكسر و من معانيها طاقة الحبل. و في س «غير مبرية».