responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 18

هائل إن أصابنا دون أهلنا هلكنا، فقال: انعتيه لي، فقالت: أراه منبطحا مسلنطحا [1]، قد ضاق ذرعا و ركب ردعا [2]، ذا هيدب [3] يطير، و هماهم [4] و زفير، ينهض نهض الطير الكسير، عليه مثل شباريق [5] السّاج، في ظلمة اللّيل الدّاج، يتضاحك مثل شعل النيران، تهرب منه الطير، و توائل [6] منه الحشرة. قال: أي بنية، وائلي منه إلى عصر [7] قبل أن لا عين و لا أثر.

كان يدعى الكاهن لصحة رأيه‌

أخبرني محمد بن القاسم الأنباريّ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني أحمد بن عبيد، عن ابن الكلبيّ، عن أبيه، عن مشيخة من الكلبيّين قالوا:

عاش زهير بن جناب بن هبل بن عبد اللّه خمسين و مائتي سنة أوقع فيها مائتي وقعة في العرب، و لم تجتمع قضاعة إلا عليه و على حنّ بن زيد العذريّ، و لم يكن في اليمن أشجع و لا أخطب و لا أوجه عند الملوك من زهير.

و كان يدعى الكاهن، لصحّة رأيه.

عمّر حتى ملّ عمره، و شعره في ذلك‌

قال هشام: ذكر حمّاد الرّاوية أنّ زهيرا عاش أربعمائة و خمسين سنة، قال:/ و قال الشّرقيّ بن القطاميّ:

عاش زهير أربعمائة سنة، فرأته ابنة له فقالت لابن ابنها: خذ بيد جدّك، فقال له: من أنت؟ فقال: فلان بن فلان بن فلانة، فأنشأ يقول:

أ بنيّ إن أهلك فقد

أورثتكم مجدا بنيّة

و تركتكم أبناء سا

دات زنادكم و ريّه [8]

و لكلّ ما نال الفتى‌

قد نلته إلا التّحيّة [9]

و الموت خير للفتى‌

فليهلكن و به بقيّه‌

من أن يرى الشّيخ البجا

ل و قد تهادى بالعشيّه [10]

و لقد شهدت النّار للأس

لاف توقد في طميّه [11]


[1] ف «أراه مسطحا مسلنطحا متبطحا». و المسلنطح: الواقع على وجهه.

[2] ركب ردعا: سقط و كأنه وقع على عنقه.

[3] الهيدب: السحاب الداني.

[4] الهماهم: جمع همهمة، و هي ترديد الزفير.

[5] الشباريق: القطع.

[6] توائل منه: تطلب النجاة.

[7] عصر- بكسر أوله و سكون ثانيه- و رواه بعضهم بالتحريك، و الأول أشهر و أكثر: هو كل ما يتحصن به.

[8] في أمالي المرتضى 1: 240 «و تركتكم أرباب سادات». زنادكم ورية: كني بذلك عن بلوغ مأربهم.

[9] التحية: الملك أو البقاء.

[10] البجال: الّذي يبجله قومه. و في الشعر و الشعراء:

«من أن يرى الشيخ الكبير»

. [11] في معجم ياقوت: طمية: جبل في طريق مكة، و روى البيت فيه:

و لقد شهدت النار بالأنفار توقد في طميّه‌

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 18
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست