أخبرني الحسن بن عليّ،
قال: حدثنا ابن مهرويه، قال: حدّثني أبو العسكر المسمعيّ، و هو محمد بن سليمان،
قال: حدّثني العبّاس بن عبد اللّه بن سنان بن عبد الملك بن مسمع، قال:
كنا عند قثم بن جعفر بن
سليمان، و هو يومئذ أمير البصرة، و عنده أبو العتاهية ينشده شعره في الزهد، فقال
لي: قثم: يا عباس! اطلب لي الجمّاز الساعة حيث كان فجئني به، و لك سبق [2]،
فطلبته؛ فوجدته جالسا ناحية عند ركن دار جعفر بن سليمان، فقلت: له أجب الأمير،
فقام معي حتى أتى قثم فجلس في ناحية مجلسه و أبو العتاهية ينشده، ثم قام إليه
الجمّاز فواجهه، و أنشد قول سلم الخاسر فيه:
و ذكر الأبيات كلها، فقال
أبو العتاهية: من هذا أعز اللّه الأمير؟ قال: هذا الجماز، و هو ابن أخت سلم
الخاسر، انتصر لخاله منك حيث قلت له:
تعالى اللّه يا سلم
بن عمرو
أذلّ الحرص أعناق الرجال
قال: فقال أبو العتاهية
للجماز: يا بن أخي، إني لم أذهب في شعري الأول حيث ذهب خالك؛ و لا أردت أن أهتف
به، و لا ذهبت أيضا في حضوري و إنشادي حيث ذهبت من الحرص على الرزق، و اللّه يغفر
لكما! ثم قام فانصرف.
مبلغ ما وصل إليه من الرشيد
و البرامكة
أخبرني عمّي، عن أحمد بن
أبي طاهر، عن أبي هفّان، قال:
وصل إلى سلم الخاسر من آل
برمك خاصة سوى ما وصل إليه من غيرهم عشرون ألف دينار، و وصل إليه من الرشيد مثلها.
يطلب إلى أبي محمد
اليزيدي أن يهجوه فيفعل فيندم
أخبرني محمد بن العباس
اليزيدي، قال: حدّثني عمّاي عبيد اللّه و الفضل؛ عن أبيهما، عن أبي محمد اليزيديّ:
أنه حضر مجلس عيسى بن عمر،
و حضر سلم الخاسر، فقال له: يا أبا محمد، اهجني على رويّ قصيدة امرئ القيس: