responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 172

علّم وصيفته هيلانة الغناء

حدّثني أبو بكر الرّبيعيّ، قال: حدّثتني عمتي- و كانت ربّيت في دار عمّها عبد اللّه بن العباس- قالت: كان عبد اللّه لا يفارق الصّبوح أبدا إلا في يوم جمعة، أو شهر رمضان، و إذا حجّ. و كانت له وصيفة يقال لها: هيلانة قد ربّاها و علّمها الغناء، فأذكره يوما و قد اصطبح، و أنا في حجره جالسة و القدح في يده اليمنى، و هو يلقي على الصّبيّة صوتا أوله:

صدع البين الفؤادا

إذ به الصائح نادى‌

فهو يردّده، و يومئ بجميع أعضائه إليها يفهمها نغمه، و يوقّع بيده على كتفي مرّة و على فخذي أخرى، و هو لا يدري حتى أوجعني، فبكيت و قلت: قد أوجعتني ممّا تضربني و هيلانة لا تأخذ الصّوت و تضربني أنا، فضحك حتى استلقى و استملح قولي، فوهب لي ثوب قصب أصفر، و ثلاثة دنانير جددا، فما أنسى فرحي بذلك و قيامي به إلى أمّي، و أنا أعدو إليها و أضحك فرحا به.

نسبة هذا الصوت‌

صوت‌

صدع البين الفؤادا

إذ به الصائح نادى‌

بينما الأحباب مجمو

عون إذ صاروا فرادى‌

فأتى بعض بلادا

و أتى بعض بلادا

كلّما قلت: تناهى‌

حدثان الدّهر عادا

الشعر و الغناء لعبد اللّه هزج بالوسطى عن عمرو.

صوت‌

حضر الرحيل و شدّت الأحداج [1]

و غدا بهنّ مشمّر مزعاج‌

للشوق نيران قدحن بقلبه‌

حتى استمرّ به الهوى الملجاج‌

أزعج هواك إلى الّذين تحبّهم‌

إن المحبّ يسوقه الإزعاج‌

لن يدنينّك للحبيب و وصله‌

إلّا السّرى و البازل الهجهاج [2]

الشعر لسلم الخاسر، و الغناء لهاشم بن سليمان ثقيل أول بالوسطى.


[1] أحداج: جمع حدج؛ و هو مركب من مراكب النساء مثل الهودج.

[2] البازل: الجمل حين يدخل في التاسعة؛ و الهجهاج: الشديد الهدير.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 172
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست