responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 171

كنت مقيما بسرّ من رأى و قد ركبني دين ثقيل أكثره عينة [1] و ربا، فقلت في المتوكّل:

اسقياني سحرا بالكبّره [2]

ما قضى اللّه ففيه الخيره‌

أكرم اللّه الإمام المرتضى‌

و أطال اللّه فينا عمره‌

/ إن أكن أقعدت عنه هكذا

قدّر اللّه رضينا قدرا

سرّه اللّه و أبقاه لنا

ألف عام و كفانا الفجره‌

و بعثت بالأبيات إليه، و كنت مستترا من الغرماء، فقال لعبيد اللّه بن يحيى: وقّع إليه: من هؤلاء الفجرة الذين استكفيت اللّه شرّهم؟ فقلت: المعيّنون الذين قد ركبني لهم أكثر مما أخذت منهم من الدّين بالرّبا، فأمر عبيد اللّه أن يقضي ديني، و أن يحتسب لهم رءوس أموالهم، و يسقط الفضل، و ينادي بذلك في سرّ من رأى حتى لا يقضي أحد أحدا إلّا رأس ماله، و سقط عنّي و عن النّاس من الأرباح زهاء مائة ألف دينار كانت أبياتي هذه سببها.

عتب على إخوانه لأنهم لم يعودوه في مرضه فجاءوه معتذرين‌

حدّثني الصّوليّ، قال: حدّثني عون بن محمد الكنديّ، قال: حدّثني أبي، قال:

مرض عبد اللّه بن العباس بسرّ من رأى في قدمة قدمها إليها، فتأخّر عنه من كان يثق به، فكتب إليهم:

ألا قل لمن بالجانبين بأنّني‌

مريض عداني [3] عن زيارتهم ما بي‌

فلو بهم بعض الّذي لي لزرتهم‌

و حاش لهم من طول سقمي و أوصابي‌

و إن أقشعت عني سحابة علّتي‌

تطاول عتبي إن تأخّر إعتابي [4]

قال: فما بقي أحد من إخوانه إلا جاءه عائدا معتذرا.

غنى عند علوية بشعر في النصرانية التي كان يهواها

أخبرني عمّي، قال: حدّثني عبد اللّه بن أبي سعد، قال: حدّثني محمد بن محمد بن موسى، قال:

سمعت عبد اللّه بن العبّاس يغنّي و نحن مجتمعون عند علّوية بشعر في النّصرانيّة الّتي كان يهواها و الصّنعة له:

صوت‌

إنّ في القلب من الظّبي كلوم‌

فدع اللّوم فإن اللّوم لوم [5]

حبّذا يوم السّعانين و ما

نلت فيه من نعيم لو يدوم‌

إن يكن أعظمت أن همت به‌

فالذي تركب من عذلي عظيم‌

/ لم أكن أوّل من سنّ الهوى‌

فدع اللّوم فذا داء قديم‌

الغناء لعبد اللّه هزج بالوسطى.


[1] العينة: أن يبيع الرجل متاعه إلى أجل، ثم يشتريه في المجلس بثمن حال ليسلم به من الربا.

[2] الكبرة: مبالغة في الكبير.

[3] عداني: صرفني و منعني.

[4] أعتبني: أزال الشكوى و العتاب، الهمزة للسلب.

[5] القافية مرفوعة في «ف».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 171
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست