responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 17

و قال أيضا يعيّر بني تغلب بهذه الواقعة في قصيدة أوّلها:

حيّ دارا تغيّرت بالجناب‌

أقفرت من كواعب أتراب‌

يقول فيها:

أين أين الفرار من حذر المو

ت و إذ يتّقون بالأسلاب!

إذ أسرنا مهلهلا و أخاه‌

و ابن عمرو في القدّ و ابن شهاب‌

و سبينا من تغلب كلّ بيضا

ء رقود الضّحى برود الرّضاب‌

يوم يدعو مهلهل بالبكر

ها أهذي حفيظة الأحساب [1]!

ويحكم ويحكم أبيح حماكم‌

يا بني تغلب أ ما من ضراب!

و هم هاربون في كلّ فجّ‌

كشريد النّعام فوق الرّوابي‌

/ و استدارت رحى المنايا عليهم‌

بليوث من عامر و جناب‌

طحنتهم أرحاؤها [2] بطحون‌

ذات ظفر حديدة الأنياب‌

فهم بين هارب ليس يألو

و قتيل معفّر في التّراب‌

فضل العزّ عزّنا حين نسمو

مثل فضل السّماء فوق السّحاب‌

وفد مع أخيه حارثة على أحد ملوك غسان‌

أخبرني محمد بن الحسن بن دريد، قال: حدّثنا عمّي، عن ابن الكلبيّ، عن أبيه، قال:

وفد زهير بن جناب و أخوه حارثة على بعض ملوك غسّان، فلما دخلا عليه [3] حدّثاه و أنشداه، فأعجب بهما و نادمهما، فقال يوما لهما: إن أمّي عليلة شديدة العلّة، و قد أعياني دواؤها، فهل تعرفان لها دواء؟ فقال حارثة:

كميرة حارّة- و كانت فيه لوثة- فقال الملك: أيّ شي‌ء قلت؟ فقال له زهير: كميئة حارّة تطعمها، فوثب الملك- و قد فهم الأولى و الآخرة- يريهما أنه يأمر بإصلاح الكمأة لها، و حلم عن مقالة حارثة. و قال حارثة لزهير: يا زهير اقلب ما شئت ينقلب، فأرسلها مثلا.

ذهب عقله آخر عمره فكان يخرج فيرده أحد ولده‌

أخبرني عمّي، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد، قال: حدّثني أحمد بن الغيث الباهليّ عن أبيه، قال:

كان من حديث زهير بن جناب الكلبيّ أنّه كان قد بلغ عمرا طويلا حتى ذهب عقله، و كان يخرج تائها لا يدري أين يذهب، فتلحقه المرأة من أهله و الصّبيّ، فتردّه و تقول له: إني أخاف عليك الذّئب أن يأكلك، فأين تذهب؟

فذهب يوما من أيّامه، و لحقته ابنة له فردّته، فرجع معها و هو يهدج كأنه رأل [4]، و راحت عليهم سماء في الصيف/ فعلتهم منها بغشة [5] ثم أردفها غيث، فنظر و سمع له الشّيخ زجلا منكرا. فقال: ما هذا يا بنيّة؟ فقالت: عارض‌


[1] في «المختار»: «ويحكم في حفيظة الأحساب». و في ف «أين حامي حفيظة الأحساب».

[2] في «المختار»: «رحاؤها»، و الطحون: الحرب.

[3] ف «دخلا إليه».

[4] الرأل: ولد النعام.

[5] البغشة: المطرة الضعيفة.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 17
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست