responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 168

/ غنّيت المتوكّل ذات يوم:

أحبّ إلينا منك دلّا و ما يرى‌

له عند فعلي من ثواب و لا أجر

فطرب و قال: أحسنت و اللّه يا عبد اللّه، أما و اللّه لو رآك النّاس كلّهم كما أراك لما ذكروا مغنّيا سواك أبدا.

أشار بذكره ابن الزيات عند المعتصم‌

نسخت من كتاب لأبي العبّاس بن ثوابة بخطّه: حدّثني أحمد بن إسماعيل بن حاتم، قال: قال لي عبد اللّه بن العبّاس الرّبيعيّ:

دخلت على المعتصم أودّعه/ و أنا أريد الحجّ، فقبّلت يده و ودّعته، فقال: يا عبد اللّه إنّ فيك لخصالا تعجبني كثّر اللّه في مواليّ مثلك، فقبّلت رجله و الأرض بين يديه، و أحسن محمد بن عبد الملك الزّيّات محضري و قال له:

إنّ له يا أمير المؤمنين، أدبا حسنا و شعرا جيّدا، فلما خرجت قلت له: أيّها الوزير، ما شعري أنا في الشعر تستحسنه و تشيد بذكره بين يدي الخليفة! فقال: دعنا منك، تنتفي من الشّعر و أنت الّذي تقول:

يا شادنا مرّ إذ را

م في السّعانين قتلي‌

يقول لي: كيف أصبح

ت، كيف يصبح مثلي!

أحسنت و اللّه في هذا، و لو لم تقل غير هذا لكنت شاعرا.

طلب منه سوار بن عبد اللّه القاضي أن يصنع له لحنا في شعر قاله‌

أخبرني عمّي، قال: حدّثنا أحمد بن المرزبان، قال: قال أبي: قال عبد اللّه بن العبّاس الرّبيعيّ:

لقيني سوّار بن عبد اللّه القاضي- و هو سوّار الأصغر- فأصغى إليّ و قال: إنّ لي إليك حاجة فأتني في خفي، فجئته، فقال: لي إليك حاجة قد أنست بك فيها، لأنك لي/ كالولد، فإن شرطت لي كتمانها أفضيت بها إليك، فقلت: ذلك للقاضي عليّ شرط واجب، فقال: إني قلت أبياتا في جارية لي أميل إليها و قد قلتني و هجرتني:

و أحببت أن تصنع فيها لحنا و تسمعنيه، و إن أظهرته و غنّيته بعد ألّا يعلم أحد أنه شعري، فلست أبالي، أ تفعل ذلك؟

قلت: نعم حبّا و كرامة، فأنشدني:

صوت‌

سلبت عظامي لحمها فتركتها

عواري في أجلادها [1] تتكسّر

و أخليت منها مخّها فكأنّها

أنابيب في أجوافها الرّيح تصفر

إذا سمعت باسم الفراق ترعّدت‌

مفاصلها من هول ما تتحذّر

خذي بيدي ثم اكشفي الثوب فانظري‌

بلى جسدي لكنّني أتستّر

و ليس الّذي يجري من العين ماؤها

و لكنّها روح تذوب فتقطر

- اللحن الّذي صنعه عبد اللّه بن العبّاس في هذا الشّعر ثقيل أول- قال عبد اللّه: فصنعت فيه لحنا، ثم عرّفته‌


[1] أجلاد الإنسان: تجاليده، و هي جماعة جسمه و بدنه.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 168
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست