responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 165

اقترض الواثق مالا ليعطيه له‌

قال ابن المرزبان: فكان عبد اللّه بن العبّاس سببا لمعرفة أولياء العهود برأي الخلفاء فيهم، فكان منهم الواثق، فإنه أحبّ أن يعرف: هل يولّيه المعتصم العهد بعده أم لا، فقال له عبد اللّه: أنا أدلّك على وجه تعرف به ذلك، فقال: و ما هو؟ فقال: تسأل أمير المؤمنين أن يأذن للجلساء و المغنّين أن يصيروا إليك، فإذا فعل ذلك فاخلع عليهم/ و عليّ معهم، فإني لا أقبل خلعتك لليمين الّتي عليّ؛ ألّا أقبل رفدا إلا من خليفة أو وليّ عهد. فقعد الواثق ذات يوم و بعث إلى المعتصم و سأله الإذن إلى الجلساء [1]، فأذن لهم، فقال له عبد اللّه بن العبّاس: قد علم أمير المؤمنين يميني، فقال له: امض إليه فإنك لا تحنث، فمضى إليه و أخبره الخبر فلم يصدّقه، و ظنّ أنه يطيّب نفسه، فخلع عليه و على الجماعة، فلم يقبل عبد اللّه خلعته، و كتب إلى المعتصم يشكوه، فبعث إليه: اقبل الخلعة،/ فإنه وليّ عهدي، و نمى إليه الخبر أنّ هذا كان حيلة من عبد اللّه، فنذر دمه، ثم عفا عنه.

و سرّ الواثق بما جرى، و أمر إبراهيم بن رياح، فاقترض له ثلاثمائة ألف درهم، ففرّقها على الجلساء، ثم عرف غضب المعتصم على عبد اللّه بن العباس و اطّراحه إيّاه، فاطّرحه هو أيضا. فلمّا ولي الخلافة استمرّ على جفائه، فقال عبد اللّه:

ما لي جفيت و كنت لا أجفى‌

أيام أرهب سطوة السّيف‌

أدعو إلهي أن أراك خليفة

بين المقام و مسجد الخيف‌

و دسّ من غنّاه الواثق، فلما سمعه سأل عنه، فعرف قائله، فتذمّم [2] و دعا عبد اللّه فبسطه و نادمه إلى أن مات.

و ذكر العتّابيّ عن ابن الكلبيّ أنّ الواثق كان يشتهي على عبد اللّه بن العباس:

أيّها العاذل جهلا تلوم‌

قبل أن ينجاب عنه الصّريم [3]

و أنه غنّاه يوما فأمر بأن يخلع عليه خلعة، فلم يقبلها ليمينه، فشكاه إلى المعتصم، فكاتبه في الوقت، فكتب إليه مع مسرور سمّانة: اقبل خلع [4] هارون فإنك لا تحنث، فقبلها و عرف الواثق أنّه وليّ عهد.

خرج يوم الشعانين ليرى محبوبته النصرانية

حدّثني عمّي، قال: حدّثني أحمد بن المرزبان، قال: حدّثني شيبة بن هشام، قال:

كان عبد اللّه بن العبّاس يهوى جارية نصرانيّة لم يكن يصل إليها و لا يراها إلا إذا خرجت إلى البيعة، فخرجنا يوما معه إلى السّعانين، فوقف حتى إذا جاءت فرآها، ثم أنشدنا لنفسه، و غنّى فيه بعد ذلك:


[1] ف «و سأله الإذن للجلساء».

[2] تذمم: استنكف و استحيا.

[3] الصريم: القطعة من الليل.

[4] ف «خلعة».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 165
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست