قال: فسرّ بذلك و احتمل
خراجي في تلك السّنة، و كان مبلغه ثلاثين ألف درهم.
عشق جارية عند أبي عيسى
بن الرشيد فوجه بها معه إلى منزله
أخبرني الحسن بن عليّ،
قال: حدّثنا محمد بن القاسم بن مهرويه، قال: حدّثني ابن أبي سعد، قال: حدّثني أبو
توبة القطرانيّ، عن محمد بن حسين [5]، قال:
كنّا عند أبي عيسى بن
الرّشيد في زمن الرّبيع و معنا مخارق، و علّوية، و عبد اللّه بن العبّاس
الرّبيعيّ، و محمد بن الحارث بن بُسخُنَّر [6]، و نحن مصطبحون في طارمة [7] مضروبة
على بستانه، و قد تفتّح فيه ورد و ياسمين و شقائق، و السماء متغيّمة غيما مطبقا، و
قد بدأت ترشّ رشّا ساكبا [8]، فنحن في أكمل نشاط و أحسن يوم إذ خرجت قيّمة دار أبي
عيسى فقالت: يا سيّدي، قد جاءت عساليج، فقال: لتخرج إلينا، فليس بحضرتنا من
تحتشمه، فخرجت إلينا جارية شكلة [9] حلوة، حسنة العقل و الهيئة/ و الأدب، في يدها
عود. فسلّمت، فأمرها أبو عيسى بالجلوس فجلست، و غنّى القوم حتى انتهى الدّور
إليها، و ظنّنا أنها لا تصنع شيئا و خفنا أن تهابنا فتحصر، فغنّت غناء حسنا مطربا
متقنا، و لم تدع أحدا ممّن حضر إلا غنّت صوتا من صنعته و أدّته على غاية الإحكام،
فطربنا