responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 158

لحنا في شعري الفلانيّ، و غنّني به، و كان عبد اللّه حلف لا يغنّي في شعره، فأطرق مليّا، ثم غنّى في شعر قاله للوقت و هو:

يا طيب يومي في قراح النّرجس‌

في مجلس ما مثله من مجلس!

تسقى مشعشعة كأنّ شعاعها

نار تشبّ لبائس مستقبس‌

قال: فجهد أبي بالمنتصر يوما و احتال عليه بكلّ حيلة أن يصله بشي‌ء فلم يفعل.

غنى للمتوكل فأطربه و أمر له بجائزة

حدّثني عمّي، قال: حدّثني أحمد بن المرزبان، قال: حدّثني أبي، قال:

غضبت قبيحة على المتوكّل و هاجرته، فجلس و دخل الجلساء و المغنّون، و كان فيهم عبد اللّه بن العبّاس الربيعيّ، و كان قد عرف الخبر، فقال هذا الشّعر و غنّى فيه:

لست منّي و لست منك فدعني‌

و امض عنّي مصاحبا بسلام [1]

/ لم تجد علّة تجنّى بها ال

ذّنب فصارت تعتلّ بالأحلام‌

/ فإذا ما شكوت ما بي قالت:

قد رأينا خلاف ذا في المنام‌

قال: فطرب المتوكّل و أمر له بعشرين ألف درهم و قال له: إنّ في حياتك يا عبد اللّه لأنسا و جمالا و بقاء للمروءة و الظّرف.

غنى بشعر للسليك‌

أخبرني عمّي، قال: حدّثني أحمد بن المرزبان، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عبد اللّه بن العبّاس الرّبيعيّ، قال:

كنت في بعض العساكر فأصابتنا السّماء حتى تأذّينا، فضربت لي قبّة تركيّة، و طرح لي فيها سريران، فخطر بقلبي قول السّليك:

صوت‌

قرّب النّحّام [2] و اعجل يا غلام‌

و اطرح السّرج عليه و اللّجام‌

أبلغ [3] الفتيان أنّى خائض‌

غمرة الضّرب فمن شاء أقام‌

فغنّيت فيه لحني المعروف، و غدونا فدخلت مدينة، فإذا أنا برجل يغنّي به و و اللّه ما سبقني إليه أحد و لا سمعه منّي أحد، فما أدري من الرّجل، و لا من أين كان له، و ما أرى إلا أنّ الجنّ أوقعته في لسانه!.


[1] ف:

«يا حبيبي مصاحبا بسلام»

. [2] النحام: اسم فرس.

[3] ف «أبلغ».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 158
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست