responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 157

و هل ترك لنا أحدا يؤذينا بفراقه؟ و تطيّر من ذلك، فما فرغ من كلامه حتى دخل رسولها يعلمه/ أنها/ قد قدمت منذ ثلاثة أيام، و أنها قد جاءته زائرة على إثر رسولها، فقال في ذلك من وقته:

سقاك اللّه يا هد

هد و سميّا من القطر

كما بشّرت بالوصل‌

و ما أنذرت بالهجر

فكم ذا لك من بشرى‌

أتتني منك في ستر

كما جاءت سليمان‌

فأوفت منه بالنّذر

و لا زال غراب الب

ين في قفّاعة [1] الأسر

كما صرّح بالبين‌

و ما كنت به أدري‌

و لحنه في هذا الشّعر هزج.

غنى للمتوكل لحنا لم يعجبه فذكره بألحان له سابقة

حدّثني عمّي، قال: حدّثني ميمون بن هارون، قال: قال إسحاق بن إبراهيم بن مصعب:

قال لي عبد اللّه بن العبّاس الربيعيّ: لمّا صنعت لحني في شعري:

ألا اصبحاني يوم السّعانين‌

من قهوة عتّقت بكركين [2]

عند أناس قلبي بهم كلف‌

و إن تولّوا دينا سوى ديني‌

قد زيّن الملك جعفر و حكى‌

جود أبيه و بأس هارون‌

و أمّن [3] الخائف البري‌ء كما

أخاف أهل الإلحاد في الدّين‌

دعاني المتوكّل، فلما جلست في مجلس المنادمة غنّيت هذا الصّوت فقال لي: يا عبد اللّه، أين غناؤك في هذا الشعر في أيّامي هذه من غنائك في:

/

أماطت كساء الخزّ عن حرّ وجهها

و أدنت على الخدّين بردا مهلهلا

و من غنائك في:

أقفر من بعد خلّة سرف‌

فالمنحنى فالعقيق فالجرف‌

و من سائر صنعتك المتقدّمة الّتي استفرغت محاسنك فيها، فقلت له: يا أمير المؤمنين، إنّي كنت أتغنّى في هذه الأصوات و لي شباب و طرب و عشق، و لو ردّ عليّ لغنّيت مثل ذلك الغناء، فأمر لي بجائزة و استحسن قولي.

غنى للمنتصر بشعر لم يطلبه منه فلم يصله بشي‌ء

حدّثني عمّي، قال: حدّثنا أحمد بن المرزبان، قال: حدّثني أبي، قال:

ذكر المنتصر يوما عبد اللّه بن العبّاس و هو في قراح [4] النّرجس مصطبح، فأحضره و قال له: يا عبد اللّه، اصنع‌


[1] القفاعة: شي‌ء يتخذ من جريد النخل، ثم يرسل به على الصيد فيصاد.

[2] كركين: من قرى بغداد (معجم ياقوت). و في ب «بكرين» و هو تحريف.

[3] ف «و آس الخائف».

[4] القراح من كل شي‌ء: الخالص.

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 157
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست