responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 156

يسقيك من طرفه و من يده [1]

سقي لطيف مجرّب داهي‌

طاسا و كاسا [2] كأنّ شاربها

حيران بين الذّكور و السّاهي‌

فاستحسنه عبد اللّه، و غنّى فيه لحنا مليحا، و شربنا عليه بقيّة يومنا.

قصته مع جارية نصرانية أحبها

أخبرني عمّي، قال: حدّثنا أبو عبد اللّه أحمد بن المرزبان بن الفيرزان [3]، قال: حدّثني شيبة بن هشام، قال:

كان عبد اللّه بن العبّاس بن الفضل بن الرّبيع قد علق جارية نصرانيّة قد رآها في بعض أعياد النّصارى، فكان لا يفارق البيع في أعيادهم شغفا بها، فخرج في عيد ما سرجيس فظفر بها في بستان إلى جانب البيعة، و قد كان قبل ذلك يراسلها و يعرّفها حبّه لها، فلا تقدر على مواصلته و لا على لقائه إلا على الطّريق، فلما ظفر بها التوت عليه/ و أبت بعض الإباء، ثم ظهرت له و جلست معه، و أكلوا و شربوا، و أقام معها و مع نسوة كنّ معها أسبوعا، ثم انصرفت في يوم خميس، فقال عبد اللّه بن العبّاس في ذلك و غنّى فيه:

ربّ صهباء من شراب المجوس‌

قهوة بابليّة خندريس‌

قد تجلّيتها بناي و عود

قبل ضرب الشّمّاس بالنّاقوس‌

و غزال مكحّل ذي دلال‌

ساحر الطرف سامريّ عروس‌

قد خلونا بطيبه نجتليه‌

يوم سبت إلى صباح الخميس‌

بين ورد و بين آس جنيّ‌

وسط بستان دير ما سرجيس‌

يتثنّى بحسن جيد غزال‌

و صليب مفضّض آبنوسي‌

كم لثمت الصّليب في الجيد منها

كهلال مكلّل بشموس‌

تطير من الغراب و استبشر بالهدهد

أخبرني عمّي، قال: حدّثني أحمد بن المرزبان، عن شيبة بن هشام، قال:

كان عبد اللّه بن العبّاس يوما جالسا ينتظر هذه النّصرانيّة الّتي كان يهواها، و قد وعدته بالزّيارة، فهو جالس ينتظرها و يتفقّدها إذ سقط غراب على برّادة [4] داره فنعب مرّة واحدة ثم طار، فتطيّر عبد اللّه من ذلك و لم يزل ينتظرها يومه فلم يرها، فأرسل رسوله عشاء [5] يسأل عنها، فعرّف أنها قد انحدرت مع أبيها [6] إلى بغداد، فتنغّص عليه يومه، و تفرّق من كان عنده، و مكث مدّة لا يعرف لها خبرا. فبينا هو جالس ذات يوم مع أصحابه، إذ سقط هدهد على برّادته، فصاح ثلاثة أصوات و طار، فقال عبد اللّه بن العبّاس: و أيّ شي‌ء أبقى الغراب للهدهد علينا؟


[1] ف:

«يسقيك من عينه و من يده»

. [2] ف «كأسا و كأسا».

[3] ف «المرزبان بن الفيروزان».

[4] البرادة: شي‌ء يتخذ فوق الدار. توضع عليه أواني الماء لتبرد.

[5] ف «فوجه برسوله عشيّا».

[6] ف «مع أخيها».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 156
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست