responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 155

حدّثني عبد اللّه بن العبّاس بن الفضل بن الرّبيع قال:

/ كنت جالسا على دجلة في ليلة من اللّيالي، و أخذت دواة و قرطاسا و كتبت شعرا حضرني و قلته في ذلك الوقت:

صوت‌

أخلفك الدهر ما تنظره‌

فاصبر فذا جلّ أمر ذا القدر [1]

لعلّنا أن نديل من زمن [2]

فرّقنا و الزّمان ذو غير

قال: ثم أرتج عليّ فلم أدر ما أقول حتى يئست من أن يجيئني شي‌ء، فالتفتّ فرأيت القمر و كانت ليلة تتمّته فقلت:

فانظر إلى البدر فهو يشبهه‌

إن كان قد ضنّ عنك بالنّظر

ثم صنعت فيه لحنا من الثّقيل الثاني. قال أبو عبد اللّه الهشاميّ: و هو و اللّه صوت حسن.

وصف البرق و صنع فيه لحنا غناه للواثق‌

أخبرني جحظة عن ابن حمدون، و أخبرني به الكوكبيّ، عن عليّ بن محمد بن نصر، عن خالد بن حمدون، قال:

كنّا عند الواثق في يوم دجن، فلاح برق و استطار، فقال: لو في هذا شي‌ء [3]، فبدرهم عبد اللّه بن العبّاس بن الفضل بن الرّبيع، فقال هذين البيتين:

أعنّي على لامع بارق‌

خفيّ كلمحك بالحاجب‌

كأنّ تألّقه في السّماء

يدا كاتب أو يدا حاسب‌

/ و صنع فيه لحنا شرب فيه الواثق بقيّة يومه، و استحسن شعره و معناه و صنعته، و وصل عبد اللّه بصلة سنيّة.

صنع لحنا في شعر الحسين بن الضحاك و غناه‌

حدّثني عمّي، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد، قال: حدّثني محمد/ بن محمد بن مروان، قال: حدّثني الحسين بن الضّحّاك، قال:

كنت عند عبد اللّه بن العبّاس بن الفضل بن الرّبيع، و هو مصطبح، و خادم له قائم يسقيه فقال لي: يا أبا عليّ، قد استحسنت سقي هذا الخادم، فإن حضرك شي‌ء في قصّتنا هذه فقل، فقلت:

أحيت صبوحي فكاهة اللّاهي‌

و طاب يومي بقرب أشباهي‌

فاستثر اللهو من مكامنه‌

من قبل يوم منغّص ناهي‌

بابنة كرم من كفّ منتطق‌

مؤتزر بالمجون تيّاه‌


[1] ف:

«فاصبر فهذي جرائر القدر»

. [2] أدال اللّه بني فلان من عدوهم: جعل الكرة لهم عليه. و في ف: لعلنا أن ندال».

[3] ف «قولوا في هذا شيئا». و في مي، مد «لو أن في هذا شيئا».

اسم الکتاب : الاغانی المؤلف : ابو الفرج الإصفهاني    الجزء : 19  صفحة : 155
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست